إن يوم تأسيس دولتنا الغالية المملكة العربية السعودية والذي يوافق 22 من فبراير عام 1727م من كل عام، يُمثل مناسبة وطنية كبرى لشعب وحكومة المملكة العربية السعودية، يعتزون فيه بوطنهم المبارك وجذوره الراسخة ومؤسسها الأول الإمام محمد بن سعود.
وقد صدر أمر ملكي كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز-يحفظه الله- بأن يكون يوم 22 من فبراير كل عام يومًا للتأسيس، وهو اليوم الذي يرمز إلى العُمق التاريخي والحضاري الكبير لبلادنا العزيزة عندما تم تأسيسها أول مرة على يد مؤسسها الإمام محمد بن سعود عام 1727م الموافق 1139هـ، وكانت عاصمتها الدرعية.
استمرت هذه الدولة إلى عام 1233هـ؛ وفي عام 1240هـ، تمكن الإمام “تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود” من استعادتها مرةً أخرى، وتأسيس الدولة السعودية الثانية، والتي استمرت إلى عام 1309هـ.
ويعد عام 1319هـ، هو عام تأسيس الدولة السعودية الثالثة، والتي ننعم بالعيش على أرضها وتحت سماها حاليًا؛ إذ وفق الله الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود-طيب الله ثراه-، لتوحيدها في كيان واحد قوي ومتماسك، وفي عام 1351هـ، توجت هذه الجهود بالإعلان عن الاسم الحالي للدولة وهو “المملكة العربية السعودية”.
وبعد توحيدها، بدأ الملك عبد العزيز-رحمه الله- في إقامة الدولة على ثوابت وأسس قوية وراسخة، لها متطلباتها، وعليها التزاماتها المحلية والخارجية، ولم يكن مصاحبًا لهذا العمل السياسي والاجتماعي الضخم إلا موارد ومصادر اقتصادية متواضعة؛ لأن البلاد في تلك فترة كانت مواردها تعتمد على بعض أنواع التجارة، والرعي، والصيد والزراعة، والصناعات اليدوية.
وباكتشاف النفط وبدأ إنتاجه وتصديره إلى دول العالم تجاريًا؛ كان من نتيجة ذلك إنشاء الإدارات الحكومية المتخصصة، وتقديم خدمات النقل بمختلف أنواعه، وبناء المدارس، والمعاهد، والجامعات، وأنشئت المؤسسات العسكرية، والأمنية، وتوسعت قاعدة الاقتصاد، وصاحب ذلك كله طفرات اقتصادية وقفزات تنموية كبيرة، جعلت من المملكة العربية السعودية قوة اقتصادية كبيرة لها وزنها على المستوى الدولي، في صناعة النفط وتطوير منتجاته ومشتقاته البترولية.
وفي هذه الأيام ونحن ننعم بالعيش تحت قيادة حكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، والرؤية المباركة لسموه -يحفظه الله- والتي وضعت أسسًا قوية للنجاح، وقد بدأت بلادنا بتنفيذها بكل همة ونشاط، وشملت القطاع العام وجميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية، إنها خارطة طريق تعزز نقاط قوتنا التي وهبنا الله إياها، والمتمثلة، في: الموقع الجغرافي الإستراتيجي لدولتنا، وقوتنا المالية والاستثمارية، ومركز بلادنا العزيزة في العالمين العربي والإسلامي كقائدة ورائدة في المنطقة والعالم؛ إضافة لالتزام القيادة والشعب، لتحقيق طموحاتنا وأمانينا ومكانتنا الكبيرة بين الأمم.
حفظ الله المملكة العربية السعودية، وقيادتها، وشعبها، من كل سوء، وشر، ومكروه.
0