قصتنا – نحن السعوديين – مع التاريخ لا تُشبهها قصة؛ إذ ليس في قاموسنا شيء اسمه (يوم الاستقلال).. فقط يوم التأسيس منذ “يوم بدينا” من الدرعية، قبل أكثر من ثلاثة قرون، و”يوم التوحيد” من الرياض قبل أكثر من قرن.
…
تاريخ باذخ بسطور ناصعة بيضاء، كل سطر يلتحم بالآخر؛ حتى استحالت كتابًا فريدًا حروفه مكتوبة بالذهب الإبريز.. فيه وبين صفحاته قصة ملحمة .. ملحمة من ضياء، ملحمة تحدِ لا مثيل لها، سرت تحمل نسائم نجد من عُمق الصحراء، ملحمة تطاول بناؤها في عنفوان حتى لامس عنان السماء.
…..
وحقّ لنا يا وطن أن نتغنى بك ولك .. أن ننشد الأشعار .. وندبج المقالات …. وإن لم – فلمن ؟ …
حقّ لنا يا وطن أن نفخر بك، لأنك كبير منذ بداياتك …
انظر وتأمل ….
فعندما أسست الدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139هـ – فبراير/شباط عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود بالدرعية (20 كم عن مركز الرياض).. بلغت حدودها معظم الجزيرة العربية، بل ووصلت إلى أطراف العراق والأردن.
.
ولذلك فإن يوم 22 فبراير .. الذي صار يوم التأسيس.
إنما هو يوم غير عادي .. لماذا؟ .. لأنه يوم التحولات الكبرى.
يوم أغر … كان من ثماره المذهلة أنه سد فراغًا كبيرًا في جزيرة العرب، بعد أفول الدولتين الأموية والعباسية؛ حيث لم يتشكل بعدهما في ذلك الفضاء الرحب من الأرض، أي مكون تنظيمي بمحددات واسم “دولة” نظامية.
..
يوم …. كان له ما بعده
فقد كرت حبات مسبحة التاريخ لتلد من رحم الزمن، الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام تركي بن عبدالله..
ثم توالت حلقات المجد كابرًا عن كابر .. وتواصل انهمار شلال العطاء المبارك مجددًا، بقيام الدولة السعودية الثالثة، بقيادة موحدها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ثم كان العهد الزاهر الذي نعيشه اليوم عهد الملك الحصيف الحازم الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الملهم الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – قيادة رشيدة حكيمة واعية، عرفت كيف تصنع التاريخ، وكيف تُوثق الأمجاد، وتعيد قراءة الزمن بلغة العصر، فكان القرار التاريخي المهم من الملك سلمان بإقرار (يوم التأسيس) بموجب أمر ملكي.
قيادة فطنت وما أعظم فطنتها، أن جعلت لنا وللوطن الشامخ يومًا للتاريخ، يومًا إذا افتخر الآخرون بأيامهم الكبيرة، قلنا لهم: إن لنا – نحن أيضًا – يومنا الكبييييير والأثير، يومنا الباذخ والفريد.. اليوم الذي لا يشبه عراقته يوم.
.
نحن السعوديين .. يمكننا أن نقول بكل ثقة وفخر
إننا حقًا .. لا يشـبهنا أحد
وإننا صدقًا .. لا ينافسنا إلا أنفسنا
نحن أسسنا .. وحافظنا .. واستمرينا .. وســنبقى …..
وكانت كلمة السر في القديم والحديث: إننا قلب واحد، هدف واحد .. شعب واحد .. وقيادة واحدة.
……
العظماء .. ليس من يصنعهم التاريخ
العظماء .. من يصنعون التاريخ