المقالات

الإذاعة ذكريات لا تُنسى

في اليوم العالمي للإذاعة يحتفي العالم بهذا المولود السحري الذي ساهم في تكوين ثقافة وتعليم المستمعين على كافة شرائحهم، وأصبح يوم 13 فبراير يومًا خالدا في ذاكرة المذيعين والمستعمين.
وتعتبر الإذاعة السعودية شاهدة على اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بالإعلام، منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -يرحمه الله- حيث تم تأسيس نظام راديو خاص.
وعلى مدار 75 عام من تأسيس الإذاعة السعودية أستطيع القول بأنها ليس مجرد إذاعة فقط بل هي جامعة تعليمية تثقيفية أستفاد منها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، بفضل جودة مخرجاتها التي غيرت الكثير من المفاهيم وصححت العديد من المعتقدات الخاطئة لدى الناس وهي تؤكد على جودة المحتوى في الإعلام السعودي الرسمي..

الجميع لديه ذكريات مع الإذاعة، وفي هذا اليوم أتذكر موقفين لا زالا عالقين في ذهني. الأول كان مصدر فرح وسعادة بالغة، والآخر كان مصدر حزن وآسى، وكلا الموقفين أثرا في حياتي كون الأول مرتبط بوالدي -يرحمه الله- والثاني مرتبط بوالدتي – حفظها الله-.

الموقف الأول كان في عام 1394هـ كان يسرده لي الوالد حيث يقول: “كنا جالسين في منزل جارنا الغالي العم عطية بن سعيد الغامدي- يرحمه الله- وتحديدًا في المجلس الذي على يسار الداخل من الباب، وحينها موعد إعلان نتائج الفائزين في نهاية الامتحانات الدراسية. الجميع يترقب مع العم عطية سماع نتيجة الفائزين ومن بينهم ابنه (غازي)، كان الجميع يصغي للمذيع والأعصاب مشدودة خاصة مع سماعة عبارة بعض المدارس “لم ينجح أحد”. وصل المذيع عند مدرسة عرفات المتوسطة، وزاد التوتر عند الجميع وبدأ المذيع يسرد أسماء الفائزين، وغازي يزحف على ركبتيه يقترب من الراديو، وكأن المذيع شعر بحالة التوتر والقلق التي كانوا عليها، وإذا به ينطق اسم غازي عطيه الغامدي (ناجح)، وإذا بالفرحة عمت البيت واحتضن الجميع غازي الذي قفز وكأنه نشط من عقال، احتضن والده، وأدخل السرور عليه، وقدم الحضور ومن بينهم والدي وعم سالم بن سعيد الغامدي التهنئة لغازي ووالده، وكانت الفرحة كبيرة فسارع أبو غازي – يرحمه الله- بشراء المشروبات من نوع (بيبسي وميراند) وتوزيعها على الحضور ، وصادف ذالك اليوم زفاف في الحارة وكانت الفرحة فرحتين. واصل غازي نجاحاته وتخرّج برتبة ضابط وتدرج في عمله حتى تقاعد برتبة عميد ولا زال هذا الموقف عالقًا في ذهن والدي -يرحمه الله-.
الموقف الثاني كان في منتصف التسعينات الهجرية حيث كنت ألعب عند باب المنزل، ثم دخلت البيت وإذا بوالدتي تبكي مع جدتي وكنت صغيرًا جدًا لا أفهم الأمور، وشدني يكائهما معًا وكنت أتأمل بصمت وآلم وحُرقة، كانتا تستمعان للراديو ولأول مرة أشاهد والدتي تبكي حيث كانت متأثرة هي الأخرى ببكاء والدتها، فبكيت معهما، وفيما بعد عرفت السبب وكان موت الملك فيصل -يرحمه الله-.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى