المقالات

دولة المجد

في السابع والعشرين من يناير 2022م، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- الأمر الملكي الكريم بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى (22 فبراير 1727م// 30 جمادى الآخرة 1139هـ)، وأن الاحتفاء به يأتي – كما نص الأمر الملكي-: “اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها”.
وقد شهدت الدولة السعودية الأولى عدداً من الإنجازات اللافتة للنظر، وذلك من حيث تنظيم الموارد الاقتصادية والتفكير في المستقبل، إذ اشتهر الإمام محمد بن سعود بحب الخلوة والتأمل، كما تم في هذا العهد بناء حي جديد في سمحان، وهو حي الطرفية والانتقال إليه بعد أن كان حي غصيبة هو مركز الحكم لفترة طويلة.
وخلال عهد الدولة السعودية الأولى أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، واحتضنت على ترابها معالم أثرية عريقة مثل: حي غصيبة التاريخي، ومنطقة سمحان، وحي الطريف الذي وُصف بأنه من أكبر الأحياء الطينية في العالم (تم تسجيله في قائمة التراث الإنساني في منظمة اليونسكو)، ومنطقة البجيري وسوق الدرعية، إضافةً إلى أن النظام المالي للدولة الذي وصف بأنه من الأنظمة المتميزة من حيث الموازنة بين الموارد والمصروفات. كما هاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي التعليم والتأليف الذي كان سائداً في وقتها مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.
ولا شك أن حرص القيادة الرشيدة – أيدها الله- على الاحتفال بيوم التأسيس لهو تأكيد على أن التاريخ ينحني أمام دولة المجد، وأن تاريخ الممملكة العربية السعودية تاريخ حي ومتصل لأكثر من ثلاثة قرون، وأن اللحمة ما بين القيادة الرشيدة والشعب السعودي راسخة رسوخ الجبال عبر الزمن.
وأخيراً.. نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات – بهذه المناسبة الغالية- إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله-، وإلى الشعب السعودي النبيل، وكل عام وبلاد الحرمين في نعمة الأمن والأمان والرخاء.
– مدير البريد السعودي (سبل) بالعاصمة المقدسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى