تتشبث الشعوب وتحرص الدول على ما يربطها بتاريخها، ويذكرها بأمجادها ويشعرها باعتزازها بإرثها ذلك أن التاريخ يعُمق في النشء عرى الارتباط وأواصر الصلات بين ماضيها وحاضرها كما أنه يوجه بوصلة مستقبلها؛ فتحتفل بالمناسبات العظيمة لتجعل منها أيامًا وطنية.
وبلادنا المباركة بتاريخها العظيم تحتفل بمناسبتين عزيزتين على قلوبنا اليوم الوطني الموافق ليوم 23 سبتمبر من كل عام اليوم الذي أعاد فيه الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله توحيد أشلاء هذا الوطن بعد أن تكالب عليه الأعداء، وبيوم التأسيس الموافق ليوم 22 فبراير من كل عام؛ لتوثق مراحل الكفاح التي بذلت في سبيل استقرار ووحدة هذه البلاد.. إنه اليوم الذي تأسست فيه الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وفيه وُضِعت اللَبِنَات الأولى للحكم السعودي المجيد الذي جاوز الثلاثة قرون وامتد على أطوار ثلاثة، وبذر في القلوب الحب والولاء لهذا الكيان العظيم.
تكمن أهمية يوم التأسيس في أنه استحضار للعُمق التاريخي، وإبراز للإرث الحضاري والسياسي لبلادنا، ولا شك أن استذكار هذه المناسبات التاريخية وإبرازها إعلاميًّا يعمّق الانتماء الوطني، ويرفع من الوعي التاريخي بمسيرة بلادنا، وأن اتفاق الإمام محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ولد قوة دافعة وركيزة راسخة في شعب الجزيرة ذلك أن هذا الاتفاق أعاد الناس لفطرتها وعقيدتها النقية ما جعل إجماع الشعب على هذه القيادة ركنًا ركينًا وسندًا متينًا.
نستذكر يوم التأسيس قبل أكثر من ثلاثة قرون ليرسخ في الأذهان الاعتزاز بوطن يضرب بجذوره في أعماق التاريخ بعقيدة راسخة نقية من الشرك والبدع والخرافات، وحدة واستقرار في عالم مضطرب، لحمة كبيرة بين الحاكم والمحكوم، ونحن في القرن الحادي والعشرين؛ لنعلن للعالم أننا نرتكز على إرث راسخ يضرب بجذوره في أعماق التاريخ؛ فنحن دولة لم تولد بقرارمن الهيئات الدولية ولا اتفاقيات ثنائية ولا في غفلة تاريخية بل على أكتاف أبنائها الأبطال الذين غرسوا بذورها بعرقهم وأسقوها دماءهم حتى كانت حدثًا ووحدة لم يشهد التاريخ العربي الحديث مثيلًا لها جذوة من نور كلما خبت أخرج الله لها من رحمها فارسًا فاورا فيها؛ فقامت تتبختر دوحة غناء وارفة الظلال، دولة يعتز ويفخر بها شعبها ويراهن عليها حكامها استطاعت أن تحفر مكانتها العالمية بين دول العالم ضمن دول العشرين G 20 سياسيًا واقتصاديًا وتقنيًا ونتذكر مداخلة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لكلمة الرئس الروسي بوتين حين أوضح أن المملكة لم تكن مستعمرة في يوم من الأيام.
نستذكر يوم التأسيس ونحن شعب يعتز بعقيدته وأصالته ولحمته مع قيادة رشيدة تجمع بين الحنكة والحكمة والحيوية، حافظت على المكتسبات ووظفت الإمكانات، وشحذت الطاقات، واستغلت القدرات ورفعت سقف الطموحات إلى عنان السماوات وخطت (رؤية استراتيجية 2030 ) بدأنا نقطف منها الثمرات؛ فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
0