المقالاتعام

التعليم في الحجاز في العصر المملوكي!

أهداني أخي الكريم معالي الدكتور محمد بن عبد الله آل عمر، أمين مجلس الشورى السابق، إصداره الجميل بعنوان “التعليم في الحجاز في العصر المملوكي، 648هـ-923هـ”، في طبعته الأولى عام 1436هـ؛ الكتاب يُعتبر مرجعًا لحال التعليم في تلك الفترة.
في المحتوى الكثير من السرد التاريخي الموثق عن صدارة الحجاز في الحضارة الإسلامية، فمنه انبعث نور العلم وشعاع المعرفة التي لازالت البشرية تجني ثمارها حتى يومنا هذا، تكلم المؤلف عن البعثات التعليمية الأولى في التاريخ التي خرجت طلائعها من الحجاز؛ بتكليف من رائد التعليم الإسلامي الأول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كبعثة “مصعب بن عمير، و أبو موسى الأشعري، ومعاذ بن جبل”.
شدني ما جاء عن الأربطة والمدارس في الحجاز، أستشهد بما قاله المؤلف:
“لم تذكر المصادر المتاحة شيئًا عن المؤسسات التعليمية في الحجاز قبل العصر الأيوبي غير المسجد الحرام، والمسجد النبوي سوى بضعة أربطة أوقفها بعض المحسنين، ففي مكة المكرمة، هناك الرباط الذي عمره محمد بن إسحاق مندوره (395هـ) الواقع على باب السويقة، أحد أبواب المسجد الحرام، ورباط السدرة الذي أنشئ سنة (400هـ)، ورباط الشيخ أبي القاسم رامشت عند باب الحزورة، وكان تاريخ وقفه سنة (529هـ)، ورباط الفقاعية الذي أوقف سنة (429هـ)، ورباط الدمشقية الذي أوقف سنة (529هـ)، ورباط السبتية الذي كان موجودًا في سنة (529هـ).
أما في المدينة المنورة؛ فإن عدم معرفة واقفي بعض الأربطة، وتاريخ وقفها يجعل من الصعب تحديد العصر الذي أنشئت فيه، ولكنها على أية حال لن تكون قبل العصر الأيوبي أكثر منها في مكة المكرمة.
أما بالنسبة للمدارس فليس هناك في المصادر المتاحة ما يفيد بإنشاء أية مدرسة في منطقة الحجاز قبل العصر الأيوبي، بينما أنشئت بمكة المكرمة خلال خمسة وعشرين عامًا من بداية العصر الأيوبي ثلاث مدارس، وهي: مدرسة الزنجيلي، ومدرسة طاب الزمان الحبشية، ومدرسة الأرسوفي، ثم تضاعف عدد المدارس في مكة المكرمة بعد ذلك حتى بلغت في نهاية العصر الأيوبي سنة (648هـ) ثماني مدارس، وهي: مدرسة الشرابي، ومدرسة أبي علي أبي زكري، ومدرسة ابن الحداد المهدوي، ومدرسة المنصور عمر بن رسول، وجميع هذه المدارس ظلت تقوم بدورها وتحقق أهدافها التعليمية في العصر المملوكي، ولم تذكر المصادر أية مدرسة أنشئت في المدينة المنورة، وفي القرن السادس الهجري أنشئت مدرستان هما: المدرسة الشيرازية، والمدرسة الشهابية، أما باقي الأقطار الحجازية كالطائف، وجدة وينبع، وغيرها من القرى، فلا توجد مصادر متاحة فيها ما يفيد عن الأوضاع التعليمية بها في العصر المملوكي”. انتهى الاستشهاد.
الكتاب من الحجم الكبير بعدد (582) صفحة، قرأته في رحلتي الأخيرة إلى لندن، وقد استمتعت بقراءته.
شكرًا معالي الدكتور محمد آل عمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى