نحن هنا لا نعرف ولم نعرف، ومن المستحيل أن نعرف غير بلادنا المباركة، ونحن هنا لا ندرك ولم ندرك، ومن المستحيل أن ندرك حبًا غير حب بلادنا الطاهرة، ونحن هنا لا يمكن وليس من الممكن أن ترى أعيننا الجمال والبهاء والكمال إلا ما بين ثرى وثريا بلادنا الواسعة. كل شيء يا بلادنا فيك من الأدنى حتّى الأقصى نحبه، وكل شيء يا بلادنا فيك من القريب حتّى البعيد نعشقه، وكل شيء يا بلادنا فيك من الأول حتّى الآخر نغليه، وما يوم ذكرى التأسيس الراسخة لمملكتنا الغالية إلا لتجديد الهوى بين الحبيب والمحبوب، وما يوم ذكرى يوم التأسيس الشامخة إلا لتأكيد الوفاء بين العاشق والمعشوق، وما يوم ذكرى التأسيس الثابتة إلا لتوثيق العهد بين الحبيبين، وامتدادًا لمحبين أولين بدأوا الحب الأزلي أكثر من ثلاثمائة عام، بدأوا الحب الخالد أكثر من ثلاثة عقود، بدأوا الحب العظيم أكثر من سنوات بعيدة مضت، وسنكمل نحن وأبناؤنا وأحفادنا هذا الحب الدائم، وذاك الحب الأزلي، وذلك الحب العظيم حتّى آخر نفس من أنفاسنا، وحتّى يرث الله الأرض ومن عليها. وهذا الحب يا بلادنا هو على السطور نكتبه، وما بين السطور نقرأه، وفي أصل حقيقة هذا الحب نحن في قلوبنا نقشناه، وفي دواخل صدورنا حفظناه، وفي مقلة أعيننا أطبقنا عليه، فهو والله حب لا يتجزأ، وهو حب لا يتغير، وهو حب لا يحتمل التفريط فيه في أي حال من الأحوال يا بلادنا الغالية.
من نعم الله علينا في هذه الدنيا أن نكون في بلاد رحيبة تحمل بين جنباتها أرض الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، والديار الطيبة في شمال أو جنوب، أو في شرق أو غرب، أو وسط وهذه الديار بفضل الله تعالى مجتمعة على خير وفلاح ومعروف وطيب، وتأمل السعادة والفرح والسلام والمحبة على كل أراضيها الفسيحة، وفي كل أيامها المديدة؛ لتحيط قيادتها الرشيدة بكل الحب والتقدير والوفاء والعطاء؛ ولتظهر اللحمة الوطنية العظيمة في أنبل صورها، وأرق صفاتها، وأجمل أشكالها في كل وقت وحين. فلكل خير في هذه الحياة سوف نمضي بمشيئة الله تعالى، وإلى صوب كل علياء سوف نصعد، وسوف تمتد أبصارنا لعنان السماء، وفي كل جهة في العالم سوف نكون؛ لنسطر وبفخر وشرف المجد الكبير في كل أرجاء الكون. فنحن نستطيع أن نحقق ما نأمله، ونحن نستطيع أن نصل لما نريده، ونحن نستطيع أن ننجز ما نرغبه وكل هذا بعد التوكل على الله تعالى، ثمّ بعزيمة وهمة رجالنا وشبابنا تحت راية قادتنا وفي ظل وطننا المعطاء. فيا مملكتنا الغالية حفظك الله تعالى من كل سوء ومكروه في كل مناسبة يوم تأسيس يمر علينا، وحفظ الله قادتنا في كل يوم تأسيس نحتفي به، وحفظ الله لنا شعبنا النبيل في كل ذكرى عظيمة لبلادنا الغالية، وإلى المجد يا بلادي سارعي وواصلي بكل قوةٍ وعزم وحزم.
خاتمة:
من جميل صدق المشاعر، ومن عذب أروع الأحاسيس كلمات الشاعر الأمير سعود بن عبدالله..
مملكتنا عشق..
“مملكتنا عشق كل المسلمين
ما أكثر الحسّاد واللّي عاشقين
والله إنّك دمنا بعروقنا
للعمر دونك ترانا مرخصين”.