“إن احتفاءنا بهذه الذكرى؛ هو احتفاءٌ بتاريخ دولة، وتلاحم شعب، والصمود أمام كل التحديات، والتطلع للمستقبل.” خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبد العزيز
لم أجد عبارة جامعة محققة قد تكون مدخلا للحديث عن هذا اليوم كمثل هذه العبارة، التي أطلقها خادم الحرمين الشرفين والتي أجدها منصفة بنشر قصة السنوات وتحرير ذلك التاريخ، وما تلاه من حاضر، وما يعقبه من مستقبل، ورغم قلة أحرفها إلا أنها قصة مكتملة الأركان بالغة الأثر مستقيمة الوزن، دبجت رواية قرون عدة وتاريخ يستحق الذكر.
ربما في هذا المقال لن أحتاج إلى تصفيف مضني، ولا إلى تحليل مملّ، وسأكتفي بالوقوف على تلك الكلمات العشر وكيف واستطاعت أن تكون قصة بلغت الغاية وأنصفت المتحدث وأنصتَ له العالم.
لماذا نحتفل بهذه الذكرى؟
لطالما احتفلنا باليوم الوطني، وهي لحظة الاكتمال، وساعة المجد، ولحظة مثالية لاستذكار المنجز، وحالة الترقي التي وصلنا لها، وبلغناها بفضل الله ومنته، وهذه الذكرى – أي يوم التأسيس – تأخذنا إلى لحظة الانطلاق والبداية التي كانت بعد الله هي الأساس فيما وصلنا إليه، وما نطمع فيه، وما نسعى لـ لحاقه، فاستحقت أن تكون ذكرى تستحق التمجيد وتاريخ يستوجب التخليد.
“احتفاء بتاريخ دولة” وكما قال خادم الحرمين هي احتفاء بالتاريخ بأكمله من لحظة الخيط الأول الذي نسج في هذا المنتج الإنساني العظيم، ولن يخلو هذا التاريخ من سلسلة التضحيات، التي كتبها السابقون، لينعم بها اللاحقون، وقدمها الأوائل لتكون أعظم هبة قدمها جيل لجيل.
“تلاحم شعب” كل ذلك التلاحم وهذا الاعتزاز وتلك القيمة الرفيعة في أبناء هذا الوطن هي صنيعة القيادة، التي بذلت كل ما يمكن لترسيخها، وقد نجحت، ونحن اليوم نعيش نتاج تلك القيم وننعم بذلك الصنيع “من بدينا”
الصمود أمام كل التحديدات لم يكن الطريق سهلا ولم يكن هذا البناء إلا سلسة من التحديات، وبقدر المغنم في النتيجة كان المغرم في العمل والجد والتعب، ولكن الجميل أن هناك نتيجة نعيشها اليوم قد استحقت تلك الصعاب، ومخرج نهائي استحق مغارم ذلك الصمود.
“التطلّع للمستقبل” الأحلام تتحقق مع الإرادة، والطموح يعرف أصحابه، والغايات الكبرى تعمل في أصحاب الهمم مالا تعمله في غيرهم، ولعل هذه الكلمة في هذا التوقيت قد حققت توافقاً عجيباً وتزامناً استثنائياً في ظل ما نعيشه من تحول نحو رسم مستقبل مختلف من خلال رؤية السعودية 2030 ومهندسها سمو ولي العهد يحفظه الله.
الملهم نحو المستقبل وعراب التغيير وقائد الخطوة نحو ما تم رسمة في ثنايا تلك الرؤية، رسم لنا مستقبل يليق بهذا الوطن وحقق ما قاله خادم الحرمين الشرفين من تطلّع للمستقبل، فجمع الممكنات بتفعيلها، والأحلام بواقعها، وقصص النجاح بأرضها التي تنبت فيها وتنمو على ثراها.
بهذا التطلّع الذي نعيشه ونحارب من أجله، ومن أجل مستقبل نستحق عاش الأوائل ذلك التطلع الذي بنوا به هذا الكيان، وأسّسوا به هذا البناء، ولازالت تلك القيم هي من يلهم ويعمل في هذا الجيل لخطوة جديدة نحو غايات أبعد، ونجاحات أكثر، وانتصارات أكبر.
ختاماً… هناك قصص نجاح وهناك قصص نجاح تستوقفك ولذلك ستبقى ” المملكة هي أعظم قصة نجاح في القرن 21″
0