المقالات

مكة المكرمة… في أقوال الحسن البصري!!

“الحسن البصري” هو إمام وعالم من علماء أهل السنة والجماعة، شهد عصر الصحابة-رضي الله عنهم أجمعين-، فقد ولد عام واحد وعشرين من الهجرة النبوية الشريفة، أي قبل سنتين من نهاية خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في المدينة، تربى في بيت النبوة، فقد كانت والدته تابعة لخدمة أم المؤمنين أم سلمة-رضي الله عنها-، وقد تميز بفصاحته وكثرة علمه، وله الكثير من الأقوال الرائعة، توفي الحسن البصري عشية يوم الخميس الأول من شهر رجب سنة عشر ومئة للهجرة، وعاش ثماني وثمانين سنة، له الكثير من الأقوال والحكم والمواعظ؛ من أجملها ما قاله عن بيت الله الحرام مكة المكرمة وفضائلها، قال الحسن البصري -رضي الله عنه-:
ما أعلم اليوم بلدة على وجه الأرض ترفع فيها الحسنات وأنواع البر كل واحدة منها بمائة الف حسنة ما يرفع بمكة، وما أعلم بلدة على وجه الأرض لمن صلى ركعة واحدة بمائة ألف ركعة غير مكة، ولا من تصدق بدرهم واحد بمائة ألف إلا بمكة، ولا أعلم بلدة فيها شراب الأبرار ومصلى الأخيار إلا مكة – أي شرب زمزم والصلاة في الحجر – ولا أعلم بلدة يصلى فيها؛ حيث أمر الله -عز وجل- إلا بمكة قال تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)(البقرة: ١٢٥)، ولا أعلم على وجه الأرض شيئًا في مسه الخطايا والذنوب كما يحط الورق عن الشجر إلا في مكة وهو استلام الركنين، قال -صلى الله عليه وسلم- مسهمًا يحط الخطايا حطًا، ثم قال: ما أعلم على وجه الأرض بلدة إذا دعا أحد بدعاء أمنت عليه الملائكة إلا بمكة حول البيت الحرام، ثم ما أعلم بلدة صدر إليها جميع النبيين والمرسلين خاصة ما صدر إلى مكة، ثم ما أعلم في بلدة تغدو إليها الملائكة وتروح في كل لحظة وساعة على صور شتى لا يقطعون ذلك، ولا يفترون عنه أي الطواف بالبيت، ثم ما أعلم على وجه الأرض بقعة يكتب لمن نظر إليها عبادة الدهر، وهو النظر إلى الكعبة ولا أعلم بلدة يحشر منها من الأنبياء والأولياء والأبرار والفقهاء والعباد والزهاد والصلحاء من الرجال والنساء ما يحشر من مكة، ويحشرون آمنين يوم القيامة، ثم ما أعلم أن شيئًا من الجنة في بلدة على وجه الأرض يلتمس إلا بمكة وهو الحجر الأسود ومقام إبراهيم، وما أعلم أنه ينزل في الدنيا كل يوم رائحة الجنة وروحها ما ينزل بمكة، ويقال: إن ذلك للطائفين.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى