المحليةالمقالات

ورحل صاحب القلب الكبير

[ALIGN=RIGHT][COLOR=crimson]ورحل صاحب القلب الكبير[/COLOR][/ALIGN]

رحلت عنا ونحن في أمس الحاجة إليك، رحلت عنا ونحن في وقت كنا ننتظرك فيه، رحلت يا سيدي فانطفأت شمعة أضاءت دروب الخير والأمل للكثيرين، رحلت عنا ويدك لازالت تمتد للمحتاجين والأرامل واليتامى والمساكين، رحلت عنا لتبكيك مكة التي طالما كنت بارا بها وبأهلها، ورحلت عنا لتبكيك المجالس التي كنت تضيئ سماءها وتعطر أجواءها، رحلت عنا أيها الحبيب ليهتز أركان المجتمع المكي كله، وليغمر عالم من عرفوك حزن عميق وألم يعتصر القلوب، رحلت عنا لتبكيك بدر التي طالما تغنيت بمآثرها وبطولة شهدائها. رحلت عنا لتبكيك الأقلام والصحف والمؤلفات…

أيها الحبيب لقد كنت الابن البار بوالديه، يا من كنت تنحني لتلبس والدك حذاءه، ويامن نقلت مكتبك وعملك عندما كنت وزيرا للإعلام، إلى المستشفى التخصصي بالرياض لتكون بجوارهما وهما يمرضان في المستشفى.

أيها الحبيب يا من كنت لا ترد سائلا يدخل عليك مكتبك، ولا محتاجا يقدم إليك طالبا للمساعدة، أيها الحبيب كنت لا تدع مريضا إلا وتقوم بعيادته، ولا مهموما إلا وتذهب لمواساته، ولا صديقا إلا وتفرح لفرحه وتحزن لحزنه، كانت محبتك لمحبيك في الله، تعودهم في الله وتحبهم في الله. أيها الحبيب يا من كنت تسأل عن عائلات مكة المكرمة المحتاجة، لتمتد أياديك البيضاء لها حبا وعطفا وأبوة وخيرا.

أيها الحبيب لن ننسى حبك للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتعلقك بآل البيت رضوان الله عليهم، وستبقى مؤلفاتك في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته الكرام إشعاعات خير ومحبة لآل البيت ، تنير الدروب لهؤلاء الذين تتعلق قلوبهم بمحبتهم، فـــ(علموا أبناءكم محبة رسول صلى الله عليه وسلم) و (وعلموا أبناءكم محبة آل البيت) و(فاطمة الزهراء) و(خديجة رضي الله عنهما) و(أبو هريرة) (وغزوة بدر) وغيرها من الكتب التي خطها يراعك، ستظل شاهدة على ذلك قلب الذي امتلأ حبا واحتراما وتقديرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وآل بيته وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.

أيها الحبيب لن ننسى حبك وعشقك لمكة المكرمة ولأهل مكة المكرمة ولك شبر في مكة، ولن ننسى حبك وعشقك لمدرسة الفلاح ولنادي الوحدة، الذي كنت تبذل فيه الكثير من أجل أن حل مشاكله، ومن أجل أن لم شمله، ومن أجل أن إصلاح ما فيه من خلل. إنني لازلت أذكر مقابلتك لنا في منزلك قبل عشرة أيام من رحيلك عنا، [COLOR=crimson]وأنت تطلب منا أن نوكل مهمة رئاسة أعضاء الشرف للسيد أسامة البار الذي كان بك بارا، فقال بأنه لن يتخطاك، ومن يتخطاك يا صاحب القلب الكبير والخلق الرفيع!!.[/COLOR]

إنني لازلت أذكرك وأنت تتصل بي من منزلك قبل أيام من وفاتك لتخبرني بأن أهل مكة أهل أدب وخلق وشهامة، وأن ما (المهاترات) على صفحات الجرائد لا تليق ببعض من يشوهون هذه الصورة المشرقة العظيمة.

يا سيدي، يا حبيبي، يا صديقي، يا أخي الأكبر، إن أدمعي لم تتوقف منذ أن ودعتك، وإن نفسي لم تتمالك أن تراك تدخل قبرك، حيث كنت أنتظرك سويعات أمام القبر، ولكن عندما أقبلت علينا يزفوك محبوك، لم تساعدني نفسي على البقاء هناك، فانسحبت أعالج دموعي المدرارة، وأعزي قلبي الذي لازال يعتصر ألما وحزنا على فراقك.

يا حبيبي يا صديقي ويا سيدي، لمن سأذهب في برج دلة أقدم مساعد لمحتاج، ولمن أشكو (هم) وألم عائلة تطلب المساعدة، ولمن أبث أسراري، وممن استلهم الحكمة، ستغيب عني ابتسامتك الجميلة وسيغيب عني وجهك البشوش، ورحلت معك روحك الطيبة، وجلساتك الممتعة…

من سيطلب منا أن نرفع له عن هموم أهل مكة ومشاكلهم، ومن سيوصلها للمسئولين، لقد تركت فينا فراغا كبيرا لن يغطيه أحد غيرك.

يا سيدي وحبيبي وأخي أودعك وتودعك مكة ويودعك محبوك ويودعك أهلك وإخوانك وأصدقاؤك، ويودعك كل من عرفك، سائلين المولى عز وجل أن نلتقي بك في الفردوس الأعلى من الجنة، هناك مع الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وعزاؤنا أننا سنتذكرك في كل لحظة وفي كل مجلسـ فالوداع يا سيدي حتى نلتقي.

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بقلم الدكتور عبد العزيز أحمد سرحان[/COLOR] [/ALIGN]

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ..

    لقد فقدنا عالما علما ..

    نحبه في حبه لله ولرسوله وأهل بيته ..

  2. رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ..

    لقد فقدنا عالما علما ..

    نحبه في حبه لله ولرسوله وأهل بيته ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى