في النصف الأوَّل من 2023 سجلت السياحة الوافدة زيادةً عددية بنسبة (347%)، ونموًا بنسبة (132%) في الإنفاق السياحي، وفي نهاية 2023 وصل عدد السياح إلى سبعة وعشرين مليون سائح وافد، وكثير من هؤلاء أُتيحت لهم فرصة أداء العمرة وزيار معظم الفعاليات والأماكن والمدن السياحية بكل يسر، وتخطط وزارة السياحة من خلال استراتيجياتها العملية المتطورة وقدرتها التنافسية للوصول إلى أكثر من مائة وخمسين مليون سائح، وقد تمكنت من التغلب على تحدي توافر رأس المال البشري بتدريب مائة ألف شاب وفتاة للعمل في هذا القطاع الحيوي، وتأهيل 15ألف في أفضل المعاهد العالمية، وستصل مساهمة القطاع السياحي مستقبلًا في الناتج المحلي إلى 10%.
وفي نهاية 2023 بلغت إحصائية معتمري الخارج حسب وزارة الحج والعمرة 13.5 مليون معتمر، بالرغم أن عدد المرخصين في هذا القطاع أكثر من 273 شركة ومؤسسة، ويعمل بها أكثر من خمسة آلاف ومائتين وستين موظفًا وموظفة بشكل دائم، وستة آلاف موظف متعاون بدوام جزئي، ومنهم من يملك خبرات تراكمية كبيرة، لكن الكثير منهم لم تُتح له أي فرصة تدريب ممكنة.
ومن يقود مدخلات قطاع العمرة عدديًّا اليوم بعض شركات النقل؛ حيث تتصدر خمس شركات نقل قائمة المرخصين الأكثر استقطابًا للمعتمرين منذ بداية يوليو 2023 حتى شهر فبراير 2024، تليها بعض شركات ومؤسسات العمرة المتحالفة مع شركات نقل من خارج القطاع، ثم الشركات المشغلة للفنادق أو التي تملك غرفًا فندقية، ثم بقية المرخصين.
وقيادة شركات النقل لقطاع العمرة من أهم مُسرعات تحول شركات ومؤسسات العمرة للسياحة، فالنقل والإقامة الفندقية من المكونات الأساسية للعمل السياحي في كل دول العالم، ويمثلان أولى الممكنات التشغيلية لتنفيذ البرامج السياحية الجاذبة، بالإضافة إلى جودة الفعاليات، وتوافر الإرشاد السياحي.
وتسريع انتقال قطاع العمرة إلى وزارة السياحة سيكون له نتائجه المستقبلية المحفزة، وسيُحسن من أداء هذا القطاع بشكل كلي نحو تحقيق مستهدفات عددية لم تتحقق من قبل قد تصل إلى أكثر من عشرين مليون معتمر سنويًا، مع حجم إنفاق أعلى، وسيدعم من متانة أُطر ضوابطه التشغيلية، وينوع من قاعدته التنافسية وفقًا للخدمات المقدمة؛ خاصة وأن وزارة السياحة لديها تشريعات تنظيمية واضحة، وتهتم بالمرخصين تحت مظلتها، وبتكاملية منتجاتهم وجودتها؛ مع توافر التدريب والدعم والفرص والحلول والرقابة التفاعلية لضمان نجاح المخرجات النهائية.
وتسارع وحماس شركات العمرة للانتقال إلى وزارة السياحة لَهُ وما يبرره؛ فالسياحة تركز على التحول الانتقالي الفعال من خلال ورش العمل (الفرص والتحديات)، وتبدي اهتمامًا بدراسة واقع القطاع لإدارة التغيير بكفاءة، وتعمل مع المستثمرين لصناعة استراتيجية عمل متكاملة تُمكنهم من تحقيق نواتج عددية غير مسبوقة من خلال الوصول إلى كل أسواق العمرة في العالم.
فقطاع شركات ومؤسسات العمرة منذ سنوات لم يتعافَ من تداعيات تجربة B2C الأولى، ثم BRN قبل عامين، ثم إلغاء قيمة الخدمة الأرضية قبل عام، واعتماده معايير تصنيف جديدة هذا العام، ومازال بحاجة إلى مزيد من الدعم والتحسين والحلول المسرعة لتمكينه من الخروج من الارتباط الأحادي بالمدخلات، نحو تقديم برامج ومنتجات مبتكرة تتوافق مع تزايد الطلب عالميًّا على برامج العمرة، وليس على الحصول على تأشيرة ومقعد نقل فقط؛ ليصل إلى المستوى المأمول منه.
و”العمرة بلس” قد تكون من أهم نواتج التحول الجاذبة التي تعتمد على تنوع البرامج مع إتاحة الفرصة للمعتمر اختيار باقته دون أن يكون للوكيل الخارجي أو سماسرة المجاميع أي علاقة ربحية بالمنتجات المتاحة.
– باحث دكتوراة – إدارة وتخطيط