المقالات

دون الاتفاق ضرب الأعناق

في حالة الضحك المستنكر لحديث أو لموقف يقول بعض المتشدقين لقد ضحكت ملء شدقي أو ضحكت حتى استلقيت على قفاي من شدة الكهكهة والانشكاح. أتذكر تلك العبارات كلما سمعت أن هناك متخاصمين في السياسة سيتصالحون؛ وخاصة في الدول العربية (الثورية بالذات) طبعًا لا بد من وراء حجاب أي عن طريق وسيط لأنه لا يمكن أن يتقابلا. فشر أنا أمشي لحد عنده من هو وإيش اسمه. ومن يعرف السيرة. طبعًا هم يدندنون وإن بجلافة منطقٍ بتلك التساؤلات الإنكارية المتعالية بأغنية محمد عبده كلمات بن جريد. وذلك كلما طلبهم المتوسطون أن يلتقيا، وكل منهما ورأسه وألف سيف ما يمشي خطوة للآخر. عاد هو اللي باقي… ولو تطلع في رأسه نخلة ما يفرح بها. طبعًا ما بتطلع نخلة ولا سعفة لأنها أصلًا رأس ناشفة قاحلة والشعر نفسه تبرأ منها. مع أن البعض يظن الصلع علامة الذكاء، وأن البقاء للأصلع. العبرة ليست بالشعر ولا قلته، ولكن بالكفاءة والخبرة ونقاء الضمير وحب الوطن. وشغلة التوسط هذه فرصة للوسطاء؛ لتخفيف الوزن نتيجة التحركات المكوكية التي لا تهدأ بين الطرفين، وسمعت من عدة أطراف أن الكثير من المناديب في الأمم المتحدة التي لا تهش ولا تنش يطالبون بهذه المهمات ليس ليسطروا في التاريخ أنهم أفلحوا وجمعوا رأسين في السلام فهذه من المعجزات، ولكن حج وبيع سُبح. يعني يستلم المعلوم ويخفف كرشه.. طبعًا الآن على الساحة وسطاء لتحقيق هدنة بين حماس وإسرائيل. إسرائيل شغالة تقتل بالمئات. وعداها العيب هذه ليست إبادة جماعية أبدًا. يعني لما تقتل ثلاثين ألف نسمة أكثرهم أطفال ونساء هل هذه إبادة جماعية؟! ربما إذا بلغت مئات الألوف يمكن تعترف أمريكا بالذات والغرب بدون ذات بأن هذه لعلها ترقي إلى شبه إبادة جماعية، وبدون أن يرف لهم رمش ربما يصرّحون أن المدنيين هم الذين ضربوا الرصاص بأجسامهم. أطفال ونساء جياع يقتلون بدم بارد، وهم يسعون بل يلهثون من أجل لقيمة عيش متبلة بالألم والرعب. تقصفهم إسرائيل وأفواههم تنتظر قطرة ماء أو كسرة خبز؛ فتطلق عليهم رصاصات الرحمة البغيضة؛ لتكف عنهم ذلك الذل الذي اضطرهم إليه ضمير العالم الأسود. فهو ضمير شريك في تلك الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بمباركة فعلية ومعنوية من أمريكا. وإن تخلل ذلك رمى فتات من كلمات التعاطف الصورية لرفع العتب عند المسلمين والعرب. طبعًا المفاوضات ستستمر لهدنة مؤقتة ثم يبدأ القتل فهذا إذن صريح بالسماح به. لكن إذا سمحتِ يا إسرائيل حُدي مِن قتل المدنيين؛ وكأن القليل منه حلال. وفي خضم هذه المتناقضات تستمر الخلافات بين الفصائل ذاتها وبينهم والسلطة أيضًا. اجتمعوا في موسكو أو في جوار الكعبة كما فعلوا سابقًا لن يصطلحوا، وتذكروا كلامي حتى الفصائل نفسها ستختصم من أجل الغنيمة يا إما نكون في السلطة وإلا نخرب وفيتو على أي حكومة. هذا من حيث القضية الفلسطينية. أما قضايا الصلح الأخرى فمن المضحك وإن أردتم وصفها بالمبكي فلا باس. إن الدبيبة عنده مبادرة لحل مشكلة السودان، وهنا تذكرت المثل الشعبي الطريف (ما فلحت تكنس بيتها راحت تكنس بيت الجيران). لقد كتبت في عام 2017 عندما تعين سلامة كمندوب وقلت مالك وهذا الخط المعلق يا سلامة الجماعة ما بدهن يصطلحوا وأغنم بطول سلامة يا مربع. فالذي قبل سلامة لم يفلح وسلامة رجع بالسلامة ولكن امتلأ رأسه شيبًا من هول ما صادف من عقليات، وبعد سلامة ما رجع بالسلامة وكل من جاء من بعده سيعود بخفي حنين. واليمن وما أدراك ما اليمن من مندوب لمندوب. وعندما سمعت بأن هناك مبادرة لدي المبعوث الدولي وأنها جاهزة للتوقيع. استغربت ولكن ما نددت . إنما قلت يا رب تنجح ولو عن بُعد. ولكن الحوثي لا ولن يجنح للسلام فهذه بيئته فلا يعش إلا في مستنقعها. فقد انتهز حرب غزة؛ ليقوم بأعمال شعبوية بتوجيه من إيران وهي سالمة غانمة. وللذين مخدوعين بالحوثي بأنه يود فك حصار غزة أقول لهم كان أولي يفك حصار تعز، وهو الذي يحاصرها من حوالي 9 سنوات. وأيضًا كان رأف بالذين هجرهم من مآرب، وهم الآن نازحون ويعيشون في خيام من عدة سنوات. إنها فشخرة وبلطجة لم تلاق الردع المناسب وربما يريدونه أن يخربها تمامًا فتكون القشة التي قصمت ظهر غرور الحوثي وصبر أمريكا وبقية المزدهرين، والحال في لبنان ليس عال العال. ولكن بلد يعيش بدون رئيش عفوًا أقصد رئيس لكن القافية حكمت. وأيضًا بحكومة مؤقتة؛ وذلك لأن حسن هو المصباح السحري الذي لا بد تمسح عليه مسحًا رقيقًا مدولرًا (بالدولار) حتى يخرج الجني خاصته، وربما بعدها يروق المنقا وتتحلحل الأمور..
كلمة لمليشيات إيران والمخدوعين فيها. الإيرانيون تضربهم أمريكا وإسرائيل في سوريا واليمن بل في عمليات في عقر دارهم من زمن بعيد؛ فهل قامت إيران بفعل مباشر للردع. والعذر دائمًا في الوقت والزمان والمكان المناسبين. يا زبانية إيران أنتم تأكلون الفرش وهي تعده. واستني يا اكديش حتى يجيك الحشيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى