المقالات

التشوه البصري وهلال رمضان

في الماضي كان الكثير من الناس يتسابقون لرؤية هلال رمضان وهلال العيد، وكان من يرى الهلال يحظى بجائزة من الوالي، وفي ذات مرة ذهب رجل من عامة الناس إلى قصر الخليفة؛ ليخبره أنه قد رأى الهلال حتى يفوز بهدية ثمينة من الخليفة، ومن شدة فرح الرجل وخوفًا من أن يسبقه أحد؛ فقد دخل مسرعًا ولم ينتبه لبعض الأواني والتحف الموجودة أمامه؛ فتعثر بها وتكسرت، فامتعض منه الخليفة وقال: ماذا تريد أيها الأحمق. فقال: يا مولاي أريد أن أبشرك بأنني قد رأيت الهلال. فنهره الخليفة قائلًا: ويحك!! إذا لم ترَ كل هذه الأواني والتحف وهي أمامك على الأرض؛ فكيف رأيت هلالًا في السماء؟ وأمر بطرده.

هذا الموقف يُذكرني بما تفعله إدارة التشوه البصري في كثير من البلديات وأمانات المدن عندما تهب مسرعةً لترصد شراعًا أو حتى شرشفًا في أعلى سطح بناية وضعه صاحب المنزل ساترًا حتى لا يكشفه جيرانه، بينما تتجاهل هذه الإدارة عشرات الحفر التي تنتشر في ذات الطريق التي تسلكها؛ لرصد المخالفة ناهيك عن الأرصفة المكسرة أو جداول مياه المجاري التي تجري في عدد من الشوارع والأزقة.

آخر الكلام:
اللهم بلغنا رمضان وأعنا فيه على الصيام والقيام، وتقبل منَّا جميعًا صالح الأعمال.

د. عبدالله علي النهدي

عضو هيئة التدريب في معهد الإدارة العامة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. صح لسانك وسلم بنانك ..
    قلت الحق وكتبته ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، فهدف البلديات هو جمع ما تيسر من جيوب المواطنين ، وماعدا ذلك لا يعنيهم !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى