قبل رحلة الدراسة إلى بريطانيا تم تجهيز المستلزمات التي تحتاجها الزوجة لشهر رمضان؛ لأننا على مقربة من شهر رمضان المبارك وقتها؛ فكانت في الغالب أنواعًا من البهارات التي في الغالب تستعملها زوجتي لإعداد الطعام خاصة وللأمانة؛ فهي ست مطبخ من الطراز الأول تبارك الرحمن، إضافةً لسجاجيد الصلاة ونسخ من القرآن الكريم وبعض كتب الذكر وغيرها، ناهيك عن الملابس لي ولها وللأبناء وكنت وقتها قد ذهب إلى أحد الخياطين المشهورين في خياطة البدل الإفرنجي كما كانت تُسمى، وكان دكانه في محلة الشبيكة في عمارة العم حامد أزهر أمام مدرسة الفلاح الأهلية. المهم كان عدد الحقائب في حدود عشر حقائب، وبدأنا الاستعداد للسفر. أنهيت جميع أوراقي الخاصة بالحجز وتذاكر السفر، وتلك التي أحتاجها لتقديمها للملحقية التعليمية في ميدان بالغريف في مدينة لندن العاصمة البريطانية. عند وصولنا لمطار هيثرو كان الجو عاصفًا، ولم يستطع قائد الطائرة الهبوط في مطار هيثرو لندن من شدة العواصف، وبدلًا من ذلك تم الهبوط في مدينة مانشستر، وتم تجهيز باص كبير للركاب وحقائبهم؛ لنقلهم إلى مطار هيثرو لندن، وينطلق كل شخص إلى بغيته بعد ذلك. عند وصولنا إلى مطار هيثرو قادمين من مانشستر استأجرت تاكسي من النوع الكبير، وطلبت منه أن يختار لي سكنًا من نوع الضيافة أو ما يُسمى (bed and breakfast)، وأن يكون على مقربة من مقر الملحقية التعليمية في ميدان بالغريف وسط لندن؛ حيث لم يكن بعد تم استخدام التقنية الحديثة في عملية حجز الفنادق، وبالفعل وصلنا سائق التاكسي إلى فندق من نوع الضيافة وقريب من الملحقية، تم تخصيص غرفة عائلية لنا بإيجار 12 جنيهًا إنجليزيًا لليلة الواحدة شاملاً الفطور. وصلنا مساءً إلى لندن، وفي صباح اليوم التالي أنهيت إجراءات البعثة من فتح ملف، وخطاب للجامعة بتكفل المصاريف وكل ما أحتاج إليه، وبعدها انطلقت بالقطار إلى حيث مقر الجامعة في مدينة ابريست ويث في مقاطعة ويلز. للحديث بقية…
0