منتدى القصة

القصة السعودية.. الهيئة الواجبة والهوية الغائبة!!

‎منذ عقود تجلت “القصة ” كفن أدبي فارع “التخصص ” وبارع “الاختصاص ” وساطع “الجودة “..
‎بدأت  القصة السعودية من أعماق “الاستطلاع ” وتجلت إلى آفاق “الأبداع ” ضمن “خرائط ” تطلبت “أرقام سرية ” أولى لفتح كنوز “الهوية العلنية ” لهذا الفن الفاخر وسط “تحديات” تباينت  ما بين “الموهبة ” و”الهبة ” وتمددت من “الحنين ”  
‎إلى”اليقين “.
‎ما بين “البراعة ” التي رجحت كفة “الإجادة ” والشجاعة  
‎التي لامست سقف “الجرأة ” وقفت “القصة ” كابنةٍ بارة للأدب تسمو بمساعي “المبدعين ” وتعلو بدواعي “المتخصصين”.
‎مرت القصة السعودية بمراحل متعددة وعقبات متجددة منذ أن بدأت تنسج خيوطها على الورق وتجذب قراءها في الكتب حيث تسلم “الراية ” في البدايات أصحاب حرفة نهلوا من “معين ” التجارب وانتهلوا من “معن ” المشارب وصعدوا “سلالم ” المهارة بخطوات واثقة وخطى واثبة لينظروا من
‎أعالي “الوصول ” بمنظار “التواضع ” ومفهوم “التلمذة ” رغم “مغريات ” النجاح الأولى.
‎تمخضت المحاولات الأولى للقصة عن “إنتاج ” مبهج خضع كثيراً لمقص الرقيب وتوارت الكثير من “القصص ” المنفردة خلف سطوة “الرقابة ” واختفت وراء ستار “الجرأة ” وظلت خطوطها الحمراء  العريضة مكتوبة في “الخفاء ” وتحولت الى حدود مرسومة بأقلام الرصاص خوفاً من “الاقتصاص ” الحتمي في “مدارات ” الترقب وهرباً من “الاختصاص ” الواجب في “دوائر ” التعلم.
‎بعد سنوات من الإنتاج وأعوام من التميز ظهرت القصة السعودية في أوج ازدهارها وتجاوزت الكثير من “عقبات” المنع وأخضرت الكثير من الخطوط الممنوعة في ظلال “الاحتراف ” وتحت مظلة “الحرفية “.
‎تباينت القصة ما بين القصيرة والطويلة والقصيرة جداً وامتزجت كثيراً بحدود “الرواية ” في مساحاتها “المتسعة وظهرت المجموعات القصصية في رداء “فاخر ” صنع مسار رفع ” راية ” التخصص وحقق “غاية ” الاختصاص.
‎عانت القصة ولا تزال من تمازج جنسها الأدبي مع الرواية وامتزاجه مع الخاطرة الأمر الذي أدخل لمساحة “الاحتراف ” دخلاء وغير متخصصين جعلوا “القصص ” في مساحات “ضبابية ” من النوعية وتوهم الكثير منهم أنهم “قاصين ” وهم في الأصل “كتبة ” خواطر وظل انتاجهم لا يتجاوز “تفريغ ” حديث و”فضفضة ” شعور..
‎فشل النقد الأدبي في احترافية “التصنيف ” نتيجة هيمنة “الشللية ” تارة وسلطنة “المجاملة ” تارات أخرى في حين أضاع الكثير من النقاد خارطة “المهنية ” نتيجة قلة الخبرة في  تحديد “بوصلة ” القصة ومعرفة “هوية ” الخاطرة  وتوجيه “نوعية ” الرواية نحو المسار الصحيح وفق أصول الفن وفصول الأنتاج .
‎ارتفع عدد القصص المنشورة والمنتجة في قصص مطبوعة وانعكس ذلك على مستوى “الجودة ” وامتزج الجيد بالرديء نتيجة غياب “النقد ” الصحيح وطمع دور النشر في مبالغ الطباعة وتهافت الكثير من القادمين على “أجنحة ” العجلة نحو التأليف الخاطىء .
‎بعد سنوات من المسيرة الأدبية في مجال القصة السعودية نحن في مسار حاضر مبهج ومتجهون إلى مستقبل مشرق ينتظر الحفاظ على الهيئة الواجبة والبحث عن الهوية الغائبة من خلال الاستعانة بالنقاد المتخصصين وإخراج القاصين الوهميين من دوائر التأليف ومعرفة كل مكامن الخلل وإيجاد الحلول الكفيلة بصناعة التميز .
‎‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى