في الأول من مارس 2023م، صدر الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتحديد يوم 11 مارس من كل عام للاحتفال بـ “يوم العلم”.
وجاء في نص الأمر الملكي ما يلي: “انطلاقاً من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهداً على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تُنكّس، وإيماناً بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهراً من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزاً للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية”.
واختيار يوم 11 مارس للاحتفال بيوم العلم لأنه هو اليوم الذي أمر فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه- في عام 1937م بالموافقة على قرار مجلس الشورى رقم (354)، الذي أقر فيه مقاس العَلَم السعودي وشكله الذي نراه اليوم.
وعلم المملكة الذي تتوسطه عبارة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله ” جاء متوارثاً من تلك الراية التي كان يحملها الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى (وعاصمتها الدرعية) في عام 1138هـ (1727م)، وكذلك سار على نهجه الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية عام (1240هـ/1825م)، وصولاً إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- مؤسس المملكة العربية السعودية.
وأفادت المصادر التاريخية إلى أن الراية (العلم) عبارة عن قطعة من القماش الأخضر خُط في منتصفها بخط واضح عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وتحت العبارة رُسِمَ سيف يرمز إلى القوة والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة التوحيد.
كما أن الراية في عهد الملك عبد العزيز مستطيلة الشكل وعرضها يساوي ثلثي طولها، بينما لونها أخضر يمتد من السارية إلى نهاية الراية، ويراها الخصوم من بعيد ويدق في قلوبهم الرعب، وتتوسطها الشهادتان بالإضافة إلى سيف مسلول فيما رسمت الشهادتان والسيف باللون الأبيض وسط مساحته.
كما أفادت المصادر التاريخية إلى أن الراية التي حملها الملك عبد العزيز في أول عهده كان الجزء الذي يلي السارية منها أبيض، وكان فيها جزء أخضر، وكانت مربعة تتوسطها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويعلوها سيفان متقاطعان، ثم تغير شكلها بعد ذلك فضمت سيفاً واحداً تحت كلمة الشهادة كتب تحته (نصر من الله وفتح قريب).
وتجدر الإشارة إلى أن اللون الأخضر في الراية السعودية يرمز إلى رياض الجنة، والشهادتان تعبير عن وحدانية الله وأن النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين، كما أن السيف هو رمز القوة والعدل والفروسية والدفاع عن مضمون الشهادتين، وعن أمة التوحيد ووطن المسلمين.
ومن المعروف أن العلم يُعد رمزًا لسيادة الوطن وعزته وكرامته، وأيضاً رمزًا لولاء الشعب لقيادته ووطنه، كما أنه يعبر عن هوية الدولة وتاريخها، وقد حظي علم المملكة العربية السعودية باحترام وتقدير المواطنين على مدار التاريخ، لما يحمله من معاني الانتماء والمواطنة، فضلاً عن معاني الوحدة، والعزة، والإنجاز، والقوة، والفخر، والسلام، علماً بان علم المملكة لا يمكن تنكيسه أبداً لأنه يحمل شهادة التوحيد.
وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة، نتقدم بوافر التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – جفظهما الله-، ولجموع أبناء المملكة.. اللهم اجعل أيامنا كلها أفراحاً في ظل قيادتنا الرشيدة – أيدها الله-، وكل عام ونحن جميعاً في أمن وأمان ورخاء.
– يوم العلم.. ثلاثة قرون من عمر دولة التوحيد والعزة
بقلم: خالد محمود علوي
ما شاء الله تبارك الله، مقال رائع مميز استفدنا منه الكثير بارك الله فيكم وفي قلمكم المبارك ولا حرمنا من علمكم ونفع بكم الوطن وكل المتابعين .