مدرسة الصوم مفتوحة طوال العام للصيام المفروض والتطوعي، لتجديد الايمان وزيادة التقوى، وهو باب من أبواب الجنة لأنه سر بين العبد وربه. وتجتمع فيه مراتب الدين: فالإسلام بأركانه الخمسة يخاطب الجسد؛ والايمان بأركان الستة يخاطب الروح، والإحسان بركنه الأوحد يخاطب العقل. والصيام فيه للروح وللجسد وللعقل ويجد الانسان المسلم ثمار ذلك في يومه وشهره ويجني منه استجابة الدعاء وتحقيق الامنيات والاجر الوفير، وصحة الجسد وسمو الروح وارتقاء العقل. وللصوم فوائد جماعية حيث له أثر على الفرد والمجتمع لما فيه من روحانيات تؤدي إلى تغيير الفرد والمجتمع لما له من فوائد نفسيه وروحية وأخلاقية. فرصيد الصوم الإيماني يرتقي بسلوك الفرد والمجتمع، فصلاة التراويح الجماعية، تعمل على تعزيز الألفة بين الناس وتعمق المحبة وتقربهم من بعضهم. ويسود في رمضان السلام الاجتماعي فتنخفض الجريمة وتضبط النفوس، ويزداد الترابط الاسري وصلة الرحم لأنه يحفز على اجتماع الاسر على مائدة الإفطار. ويجسد التكافل الاجتماعي لزيادة أعمال الخير والصدقات مما يؤدي إلى ارتفاع المستوى المعيشي للفقراء.
وللصيام أثار على الفرد بإعادة تأهيله للحياة، ودفعه للإقلاع عن المعاصي وضعف رصيد الذنوب، زيادة التقوى في القلوب، تجديد الايمان، استشعار مراقبة الله في السر والعلن، تنظيم الوقت في الحياة، إدراك نعم الله، وتربية النفس بأخلاق الفضيلة والصبر. وللصيام أثار على المجتمع بنشر التكافل الاجتماعي بين الناس، وتجسيد الاخوة، والمساوة، والوحدة الاسلامية، والاشتراك بالذكريات الجميلة التي تتركها نكهة الحياة في رمضان بين الناس. هذا بالإضافة إلى الفوائد الصحية الكثيرة على أفراد المجتمع بإزالة السموم من الجسم، مساعدة الجهاز الهضمي بتعديل العادات السيئة كالتدخين وشرب المنبهات، ويساعد في علاج الالتهابات والمفاصل، ويقلل من مستويات السكر في الدم، ويعمل على حرق الدهون، ويعالج ارتفاع ضغط الدم، ويقوي المناعة في الجسد، ويعزز من تناول الاطعمة الصحية.
– عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى