المقالات

شدتني آية- وُدًّ

نواصل معكم سلسلة “شدتني آية”، بنية التدبر والتعقل والفهم ثم العمل؛ لأن القرآن كما يقول المفسرون هو دواء، ولن يكون دواءً لأسقام النفوس والأجساد إلا إذا كان بالتدبّر، قال إبراهيم الخواص: دواء النفس خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرُّع عند السَّحر، ومجالسة الصالحين.

شدتني الآية في قوله تعالى في سورة مريم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) آية:٩٦
تأملت في الآية الجائزة فيها عظيمة وجليلة دنيوية وأخروية تحتاج منَّا إلى إيمان وعمل صالح لا يفترقان حتى نضمن ود الرحمن ونحصل عليه.

الآية تستوقفك وتحفزك وتفرحك وتطمئنك، وتبشرك بود جعله الله لك وصنعه لك، وأعده خصيصًا لك وأراده لك بإيمانك الصادق وعملك الصالح تكسب ودًّا من عند الودود الرحمن الرحيم.
ود الرحمن ودًّا غنيًّا يشمل حب الله لك والملائكة لك وحتى المسلمون ترى منهم ودًّا تجاهك.

ما أجمله من ود الله لنا.. ود حبه لنا.. ود رضاه عنا.. ود قربنا منه.. ود حفظه لنا.. ود توفيقه لنا ود كرمه ونعمه في الدنيا الزائلة.. ود نعيمه في الآخرة الباقية.. ود جنانه الأعلى ود الخلود.

دعونا نتعرف على الشروحات في كتب التفسير لمعنى الود في الآية المذكورة أعلاه.
ود هو الحب.. ود هو محبة في الناس في الدنيا، ود من المسلمين في الدنيا، والرزق الحسن ، واللسان الصادق، ود يحبهم ويحببهم إلى خلقه.
ود تعني من أقبل إلى الله إلا أقبل الله بقلوب العباد إليه وزاده من عنده.
ما أقبل عبد بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم.
ود تيسير الأمور وتفريج الهموم.. ود جعل الله لهم ودًّا؛ لأنهم ودوه، فوددهم إلى أوليائه وأحبابه.

رزقنا الله وده ومحبته وحفظنا بحفظه، ولا تنسوا أن تدعوا الله أن يجعل لك ودًّا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى