فـؤادٌ مـن الآلامِ يشكـو ويَنـزفُ
وعينٌ لـذاكَ النَّزْفِ تبكي وتَـذرفُ
فؤادٌ لهُ مـن أضْلُعِ الحُـزنِ ساتـرٌ
ولكنَّــها تـهتــزُّ إبَّــانَ يَرْجِــفُ
أتى صادقًا؛ لا يَخْـدعُ النَّاسَ نبْضُهُ
على أنَّــهُ منهم يُعانِــي ويُقْصـفُ
فـؤادٌ يُـواري الكـونَ بين شِغافــهِ
ويـا ليتَـهُ مــمَّا يُقاسـيــهِ يُنصَفُ
تُلَبِّسُهُ الأحــداثُ أثوابَ حُرقــةٍ
ويُؤلِمُهُ لحــنُ الأسى حين يُعْزَفُ
ومـا ذاكَ إلا أنَّــهُ قلبُ شاعــرٍ
يُحِسُّ ويدري بالذي ليس يُكشَفُ
مَجَسَّــاتُهُ تمتـدُّ فِي واسـعِ المدى
وتَسْبُـرُ أعمـاقَ العـميقِ وتَعْــرِفُ
وفِي كُنْهِهِ ذِكــرى تلوحُ وراحــلٌ
ومــن حولهِ حــادٍ وطيرٌ يُرفــرفُ
متى تــرْتَوي الأفهـامُ علمًا وحِـكمةً
إذا البحرُ من مـاءِ المزاريبِ يَرْشُفُ
وكيفَ تُـدَلِّي نخـلةُ المجدِ طَلْعَهَا
وجِـذْعٌ لها مـن مادَّةِ الروحِ أجوفُ
فإنْ جَمَحَتْ خيلُ العداواتِ لم يَعُدْ
يُغطِّي على السوءاتِ ثوبٌ ومعطفُ
فؤادٌ لــدى شِريانِــهِ ألفُ ذبْحــةٍ
ويُنْعِشُهُ ذِكْــرُ الأمــاني ويُسْعِـفُ
يعيشُ إذا عــاشتْ مباديءُ أمَّــتِي
ويَفْنَـى إذا شمسُ المروءاتِ تَكْسِفُ
الله الله الله عليك يا ابن عطية الزهراني
تستميل بريشتك الشمس ويتبعك طائر الفينيق