جامعة أم القرى تغيَّرت عمَّا كانت عليه في السنوات الماضية، سواءً في مخرجاتها، أو فاعلية أدائها؛ حتى على مستوى التدريس، وحقوق الطلاب العلمية، والأخذ بنتائج التقييم، وريادة الأعمال والابتكار والبحث العلمي، وتنوع بيئتها التعليمية، وتخصصاتها، وبرامجها المواكبة لاحتياجات سوق العمل.
فقد أصبحت ضمن أفضل وجهات التعليم الجاذبة للطلبة والطالبات حتى على مستوى الدراسات العليا، وسيكون مركز الجامعة في التصنيف العالمي: تايمز، وQS، وشنغهاي، ولايدن، ويبومتركس في المستقبل القريب بإذن الله تعالى أفضل مما كان عليه في السنوات الماضية.
وشركاتها الاستثمارية في قطاع المعرفة وحاضنات الأعمال والإبداع تواصل نجاحاتها بشكل كبير؛ فقد حققت أرباحًا عالية بلغت ١٤٦٪، ولديها شركة ناشئة أعلنت كشركة مليارية في مؤتمر “ليب” قبل عام.
فالصورة الذهنية عن هذه الجامعة العريقة أصبحت أكثر من زاهية، وكل شيء تحت أروقتها مشرق، ويسير نحو الأفضل، فالبروف معدي آل مذهب يقودها بنجاح إلى منجزات حقيقية نحو مرحلة جديدة من التميز والتنافسية، ولديها نخبة من الأساتذة الملهمين، والكفاءات العلمية في معظم كلياتها، وفروع الجامعة وكلياتها الناشئة تتطور عامًا بعد عام.
لكن الشيء الوحيد الذي لم يتغير بعد في هذه الجامعة؛ ويهم الناس كثيرًا في مكة المكرمة هو بطء استكمال مباني كليات البنات في العابدية، وتأخر تشغيل المستشفى الجامعي، وإن قيل: إن الأخير سيكون جاهزًا للعمل في 2027 بعدما أدرجه المركز الوطني للتخصيص ضمن المشاريع المتاحة للمستثمرين في قطاع التعليم.
فمنذ سنوات ومشروع مباني كليات البنات يمشي الهوينا؛ دون أن يكون هناك وقت محدد للانتهاء منه، وبدء تشغيله ولو جزئيًا.
فالأُسر التي لديها عدد من الطالبات يدرسن في تخصصات مختلفة يتوجب عليها يوميًا القيام بعشرات المشاوير إلى فرع الزاهر، وريع ذاخر، والششة؛ وربما المنصور لو كان قيد التشغيل، وبتكلفة مضاعفة، وكان الله في عون كل أب لديه أكثر من بنت في هذه الجامعة الوحيدة في مكة المكرمة.
وتلك الاتجاهات المتعددة مزدحمة مروريًا، وبشكلٍ يومي لكونها أصبحت جزءًا من المنطقة المركزية الجديدة، ونظام الفصول الثلاثة زاد الأمر صعوبةً.
فمكة المكرمة شرفها الله ببيتهِ العتيق تشهد في موسمي رمضان والحج ازدحامًا لا نظير له؛ يُعادل ضعف ما تشهده كثير من المدن الأخرى.
لذلك التطوير والتنظيم اللذان تشهدانه الجامعة من المفرح جدًّا أن يقابله تسارع مماثل للبدء في تشغيل تلك المباني الحديثة لتوحيد وجهة سير الطلبة والطالبات نحو كلياتهم؛ كي تكتمل منظومة النجاح المتسارعة.
فلدى جامعة أم القرى أكثر من 96053 طالبًا وطالبة في مرحلة البكالوريوس، وأكثر من1648 في الدراسات العليا.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر فسيرة الدراسات العليا تذكرني دومًا بأساتذتي الكبار مكانةً وعلمًا في قسم الإدارة والتخطيط، وفي مقدمتهم البروف تركي العتيبي، والبروف محمد الثبيتي، والبروف عبدالله الزهراني، والبروف عباس بله، ود. خالد السليمي ود. سمير سباعي ود. خالد عبد الرحمن ود. خميس عبد الفتاح، ود. عبد العزيز الحرازي؛ فأنا أشهد أنهم من القامات العلمية التي تستحق الثناء والعرفان في رحاب جامعة أم القرى.
شكراً جزيلاً فعلاً الجامعة اصبحت افضل