حينما اختتم الإمام صلاة التراويح بالدعاء، وأجمل الدعاء ما ورد في القرآن مثل ما ورد في سورة البقرة الآية (286) ونصه:
(..رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ )
شد انتباهي تفاعل المصلين مع هذه الدعوة، وبعد انتهاء الصلاة، بدأت أتأمل في هذه الدعوة، ووجدت نفسي أردد تنزه الله أن يحملنا ما لا طاقة لنا به، وهو القائل: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: 286)، ولكن توقفت وتذكرت قلة من الناس يثقلون على غيرهم في مطالبهم سواء كانت مادية أو غير ذلك، ويكثرون الإلحاح المصحوب بزعل ولوم وعبارات قاسية وشين نفس؛ إذا ما تم تلبية شهواتهم، وقد يكون البعض منهم محتاجًا أو على وعد.
لهذه الفئة أقول:
(1) إن أقسى الأوجاع التي قد يُسببها إنسان لآخر أن يطلب منه شيئًا لا يملكه أو لا يستطيع أن يُلبيه ولو كان بسيطًا.
(2) لا تفسدوا أعمالكم الصالحة بإجهاد أحد، وتحلوا بحسن الظن، وتفهم ظروف الآخرين.
(3) تعلموا أدب السؤال؛ وعليكم التحلي بالصبر، والأحوال تتغيَّر وتزين بإذن الله.
(4) إذا كان طلبك عند موظف دولة؛ أدرك أن موظف الدولة وكيل وليس صاحب حلال، وهو ملزم باتباع الإجراءات النظامية؛ وإذا كان طلبك عند تاجر؛ أدرك أن التاجر قد يتعرَّض للخسارة، وقد يكون لديه التزامات ونقص في السيولة؛ ولو كان طلبك حاجة عند الناس قدر أن قرارات الناس بأيديهم ولا يستطيع أبدًا أو زوج بجبر أحد على تحقيق رغبة لغيره.
(4) مهما كانت حاجتك مُلحة لا تكن من فئة الثقلاء الذين لا يعذرون ولا يقدرون.
(5) اطلب العون من الله؛ وكُن من فئة الراقين الذين لا يشقون على أحد؛ وكُن من فئة المتعففين من الناس وهم كثر.
(6) اختر الوقت المناسب والأسلوب المناسب، وامنح الإنسان وقتًا لتدبر أموره.
(7) حتى لو كنت صاحب حق؛ فلا بد من التحلي بالسماحة وحسن الظن، وتغتنم الفرصة لكسب الأجر من الله، وممن يفرج الكرب.
(8) فكّر في بدائل وحلول، ودل عليها فقد تكون غائبةً عن التفكير لدى الطرف المقابل، وحوّل الموقف من أزمة إلى فرصة.
(9) لا تحمل الموقف أكثر مما يجب وتقيس عليه، وتخرج باستنتاجات سلبية؛ فقد يحصل لك نفس الظروف.
(10) حافظ على سرية الموقف، وكُف عن رفع الصوت أو التشهير بل طيب النفس بعبارات ترفع المعنويات.