المقالات

“النصر البطل غير المتوّج”

منذ اكتملت عناصر النصـر الأجنبية، وفي حضور المدرب الكبير السيّد “كاسترو” وفي معسكر البرتغالي الاستثنائي بدأت في مواجهات كبيرة وضد أندية قوية أمام سيلتا فيجو الإسباني وبنفيكا البرتغالي، ثم انتهى معسكره بنجاح؛ ليكون إحدى الفرق العالمية المطلوبة للّعب في بطولة اليابان الدولية إلى جانب باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي وسيلتك الإسكتلندي وغامبيا أوساكا الياباني، وكذلك سيريزو أوساكا.
ويبدأ موسمه بمشاركته العربية؛ لتظهر ملامح الفريق البطل بهويّة جديدة وروح عالية ليتوّج بالبطولة العربية بكل جدارة واستحقاق، وأمام المنافس التقليدي الهلال بهدفي رونالدو الذي توّج بهدّاف البطولة، ويخطف الحارس المتألق نوّاف العقيدي جائزة أفضل حارس في البطولة العربية، والتي حملت اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – ليحقق النصر هذه البطولة بعد أن تمنّعت طويلًا، ومن الطبيعي أن تكون تأثيراتها كبيرة على المستوى البدني للاعبين ففضّل المدرب إراحة اللاعبين الأجانب والمحليين المؤثرين، ورغم تعثر النصر في المباريتين المحلية دوريًا إلا أن كل النقاد والمحللين يرشحون النصر أن يكون البطل، وكان النصر في الموعد وكشف عن هويّة فريق ممتع ينتصر بالمستوى والنتيجة حتى إن النقاد والمحبين لكرة القدم الجميلة يتسابقون على مشاهدة العالمي، وهو يعزف أجمل فنون كرة القدم وبطريقة فنيّة حديثة لم تشهدها الكرة المحليّة والآسيوية على السواء حتى بات الفريق الممتع فنيًّا على الإطلاق والبطل المتوّج المتوقع لكل بطولات الموسم.

بعد كل هذا الإمتاع الكروي تبدأ رحلة الإصابات؛ فلا يكاد النصر يلعب مباراة أو مباراتين إلا ويخسر خدمات نجم مؤثّر مما ينعكس على تكتيك المدرب وطريقته الفنيّة، ورغم كل هذه العواصف كان يُنافس على كافة البطولات المحلية والقارية حتى التوقف الآسيوي ولمدة طويلة تجاوزت الـ(٤٥) يومًا، وهي مدة طويلة تضع لجنة المسابقات أمام سؤال عريض هل من المعقول أن تكون “الروزنامة” فيها هذا التوقف الطويل الذي أضرّ بالكثير من الأندية السعودية وأهمها النصــر؟!

وعودًا على النصــر هذا الفريق الجميل الذي كان يحمل كل آمال عشّاقه؛ ليأتي القرار بتعيين الإيطالي “جويدو فينغا” رئيسًا تنفيذيًا للنادي، وصاحب السلطة التنفيذية لكل قرارات النادي، والذي عصف هو الآخر بجدولة النصر الفنيّة؛ ليقدّم الاستثمار فوق مصلحة النصر الفنيّة مما انسحب على الفريق ودفع النصــر ضريبتها غاليًّا جدًّا إذا قطع هذا الإيطالي – كما تقول المصادر – معسكر النصر المعدّ من السيّد كاسترو في الإمارات الشقيقة، عندها توجه الفريق للصين ولم تتم البطولة، وقدّم النصر بيانًا يوضّح اعتذاره عن البطولة وتأجيلها لموعدٍ لاحق، وبعد تلك الرحلة لم يلعب النصر طيلة هذه الفترة ولا حتى مباراة وديّة ؟!
تدخّل هذا الإيطالي في العمل الفني للنصر، جعل النصر في وضع فنّي غير جيّد، وبسبب هذا التوقّف الطويل غير المحسوب حقيقةً انهالت الإصابات على النصــر وأفقدته نجومه الأجانب والمحليين؛ إضافة لعقوبات الإيقاف من الاتحاد المحلّي؛ ليبدأ الدوري بفوز صعب على الشباب وتعثرات محلية وخارجية؛ حتمًا سيكون النصر خارج المنافسة بعد هذه المصاعب التي تهدُّ وتدكُّ أقوى فرق العالم، ولعل الأمل مازال قائمًا في تحقيق بطولة كأس الملك والسوبر السعودي.

حاول هذا النصر – السفير الأول للكرة السعودية عالميًّا – التغلّب على ظروفه القاهرة وكان في الموعد آسيويًّا، ولولا سوء الطالع لكان في نصف نهائي البطولة بعد ملحمة عظيمة هزم فيها العين الإماراتي وخرج بركلات الحظ الترجيحية، وتصدّر مدربه بكل شجاعة لكل الظروف التي تكالبت على فريقه، وحاول توضيح كل ما حدث ولكن بلغة حادة لم يعتادها الإعلام، ومن الطبيعي أن يمر النصر ومدربه بالكثير من الانتقادات، ولكن بعد أن اتضحت الصورة كاملة أمام المُتابع الرياضي سيما المتابع النصراوي والعاشق لفريقه..
هناك الكثير من التساؤلات والأطروحات تتداولها المجالس الرياضية بما فيها مساحات منصة أكس ووسائل التواصل والبرامج الرياضية؛ وليكن الاتحاد السعودي مرنًا بكل لجانه، ويتسع صدره لكل هذه التساؤلات المحيّرة للجمهور الرياضي العزيز، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
كيف يتم عزل كل إدارات النصر والاتحاد والأهلي بما فيها من طاقم إداري وفني، بينما نجد رئيس الهلال فهد بن نافل يتصدّر المشهد الأزرق بما في ذلك المفرج وكريري والشلهوب؟!
هل شركة الهلال تعمل بمعزلٍ عن شركات النصر والاتحاد والأهلي؟!

ومضة:
إذا أردنا نجاح المشروع الرياضي والذي دُفِع عليه الملايين؛ ليكون واجهة رياضية واستثمارية للعالم خصوصًا وإن المملكة مقبلة على تنظيم حدثين عالميين يتمثل في كأس آسيا (٢٠٢٧) للمنتخبات وكأس العالم (٢٠٣٠)؛ علينا أن نؤسس لبنيّة تحتية فكرية تتعامل بمهنية واحترافية عالية وذات جودة عظيمة، تكون فيها المسافة واحدة بين أندية الصندوق الأربعة مما ينسحب على بطولاتها المحلية ومنافساتها في جميع مسابقاتها وحتى تكون الفرصة متساوية وسانحة لكل هذه الفرق محليًا وقاريًا وعالميًا؛ ليكون التنوع البطولي ويكون إحدى هذه الفرق الأربعة سفيرًا للمملكة رياضيًا وفق رؤية رياضية شاملة وحتى يكون الدوري السعودي ضمن أفضل ثلاثة أو خمسة دوريات عالمية، وواجهة حضارية رياضية وثقافية واستثمارية مستقبلًا بدلًا من هذا الدعم الأُحادي الذي منح الهلال كل هذا التفوق المطلق دون أيّ منافسة تذكر من بقية أندية الصندوق الثلاثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى