مع قدوم هذا الشهر الفضيل واقتراب موسم الحج، تتضاعف المسؤولية الأمنية والتنظيمية على رجال الأمن وممن معهم من الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن، فملايين المعتمرين وما يعقبهم من ملايين الحجاج، وتدفقهم تباعًا على مكة المكرمة للعمرة والحج ومن بعدها على المدينة المنورة لأداء الزيارة، كل تلك الحشود البشرية بحاجة إلى جهود مضنية وجبارة تُنفذها قوات الأمن بحرفية عالية سنويًا ..
وبالإضافة إلى ذلك فإن قوات الأمن السعودية تضطلع الآن بمهمة أخرى لا تقل أهمية عن مهمة تنظيم العمرة والحج، ألا وهي التصدي لمخالفي نظام الإقامة والعمل، من خلال حملة أمنية تنظمها وزارة الداخلية بعنوان: (وطن بلا مخالف)، وهذا الواجب الأمني يتطلب منا جميعًا كمواطنين ومقيمين، المساهمة مع رجال الأمن في إنجاح مهمتهم الجليلة التي تهدف إلى توفير الأمن للمواطن والمقيم، فأنظمة العمل بالمملكة أوضحت للجميع كيفية الحصول على تأشيرات العمل المشروعة التي تُمكن العامل من تأدية عمله دون أن يكون مخالفًا للقانون، وبالتالي فإنه من الواجب الوطني أن نتحمل جميعًا مسؤولياتنا تجاه ذلك، فالمخالف لأنظمة العمل والإقامة لا يفيد البلد بقدر ما يضره، ابتداءً بالتلاعب بالأسعار واستغلال المجتمع بتقديم خدمات رديئة وسيئة، ومرورًا بما قد يُصاحب تلك السلوكيات من سرقات ونصب واحتيال في سبيل الحصول على المال بأي شكل، وانتهاءً بما قد يرتكبه المخالف من مخاطر كبيرة ومروعة بحق المجتمع كجرائم السطو والقتل، هذا فضلًا عما قد يرتكبه المخالفون من الجرائم الأخلاقية التي تضر المجتمع وتستهدف قيمه وأخلاقياته ..
جميع دول العالم لديها آلية وأنظمة عمل للقادمين إليها، والسعودية ليست بدعًا عن دول العالم، فالجميع يحرص على أمن وطنه واستقراره، والمخالفون في جميع البلدان لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم لكونهم خارج القانون، والمملكة العربية السعودية لديها تجربة ناجحة في التصدي للمخالفين، والقبض عليهم وإيقاع العقوبة النظامية التي يستحقونها، وهو عمل أمني هام تقوم به أجهزة وزارة الداخلية كلما شعرت بوجود أولئك المخالفين لأنظمة العمل والإقامة، ومن ضمن الآليات المساعدة في كشف المخالفين، هو تجريم المتسترين من بعض ضعاف النفوس من السعوديين أو المقيمين، الذين قد يأوون أو يمكنون المخالفين من أداء العمل بطرق غير مشروعة؛ حيث فرضت الوزارة عليهم عقوبات مالية وجزائية بالغرامة والسجن حسب ما تنص عليه الأنظمة، عنوان الحملة (وطن بلا مخالف) يجب أن نرفعه جميعًا ونتعاون لتنفيذه، مع رجال الأمن لتنعم بلادنا بالأمن والأمان والاستقرار، وتبقى مواردنا الاقتصادية للوطن وأبنائه وضيوفه الذين قدموا إليه في إطار القانون، بعيدًا عن تخريب المخالفين لنسيج المجتمع ومقدرات الوطن ومكتسباته، حفظ الله بلادنا من كل شر، وأعان الله رجال أمننا الأوفياء على أعمالهم الجليلة التي يقدمونها لخدمة الوطن وأفراد المجتمع.
0