يقول الله تعالى : (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) ويقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : ( من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) وعندما نستعرض وسائل تحقيق الأمن العام الوطني الاجتماعي فإن مقوماته في المملكة العربية السعودية متوفرة وقد حققت المبدأين اللذين نصت عليها الثوابت بفضل الله تعالى ثم بفضل النظام الذي مرجعه تحكيم كتاب الله وسنة رسوله الكريم في كل علاقات المجتمع سواء مواطنين أو مقيمين بميزان العدل والمساواة في التعامل والمعاملات بدءا من التعايش السلمي ونبذ العنف والتطرف واستبدالهما بالتسامح والعفو والتكافل الاجتماعي واستشعار تطبيق القانون على الجميع من غير تمييز على حساب تحقيق الأمن الذي هو الجسر للوصول إلى بر الأمان بإذن الله .
في المملكة العربية السعودية تحقق ويتحقق الأمن بفضل الجهود التي تبذل من قبل الجهات الأمنية بجميع مسمياتها وتشكيلاتها وفروعها تحت مظلة وزارة الداخلية بقيادة سمو وزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف ومتابعة مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي ومعاونيه في الوزارة وفي جميع المناطق والمحافظات والمنافذ الذي جعل من المملكة نموذجا رائعا يحتذى في تحقيق الأمن الذي نعيشه وبالرغم من تقدم العالم وتطور آلياته إلا أنه مفقودا في كثير من تلك البلدان لأسباب كثيرة ومثيرة لم تجد لها مقاما على خارطة أمن المملكة وأنظمته فشهد لنا الأعداء قبل الأشقاء والأصدقاء بل وأصبح اسم المملكة يتربع على جميع منصات الحضور الأمني لمناقشة أمن البلدان سواء العربية منها والإسلامية أو الأجنبية وكان لزوار المملكة في مواسمها المتعددة الأثر البارز باعتبارهم شهود وسفراء بعد عودتهم إلى بلدانهم وقد استمعت لبعضهم وهو يتمنى أن يكون من سكان هذه البلاد أو مقيما بها لما يشعر به من توفر مقومات الحياة الآمنة المستقرة يجتمع معه رغد العيش وتوفر كل ما يجعل الإنسان فعلا يصبح ويبات آمنا في سربه لا يخاف .
إن الجهود على مدار اليوم والعام وفي المواسم والمناسبات وأثناء الحملات الموجهة التي تقام لصالح تحقيق أعلى معدلات الأمن الذي يستهدف السكان والمكان تؤكد الأخبار والتقارير والإحصائيات على مدار الساعة التي ينشرها المركز الاعلامي لوزارة الداخلية تدعو للفخر والاعتزاز بهذه الأجهزة الأمنية التي تتواجد في جميع المواقع والمطارات والمنافذ ولا يكاد يخلو من تواجدهم أي مكان في أنحاء المملكة المترامية الأطراف مما جعلنا نعيش في بيوتنا وفي مقرات عملنا ومنتزهاتنا لا نشعر بالخوف بل نشعر بالأمن النفسي على كل ما يتعلق بنا حيث يحافظ فيه هؤلاء الرجال على الضرورات الخمس التي كفلها الإسلام للجميع لكل إنسان يعيش على تراب هذا البلد الطاهر بل ويمتد ليصل إلى كل مواطن متواجد خارج المملكة من السعوديين عبر سفارات خادم الحرمين الشريفين التي تقدم خدمات أمنية تحافظ على حقوقهم حتى عودتهم وهذا لعمري غير موجود ولا متوفر للسواد الأعظم من سكان الكرة الأرضية منا يجعلنا نثق بأن هذا لم يأت في بلادنا من فراغ بل من دراسات واستراتيجيات وسياسات وتنسيقات أمنية كانت وما زالت محل التقدير العالمي .
دعوني استعرض معكم بعض الإحصائيات خلال فترة قريبة ومنها هذا الأسبوع لجهود وزارة الداخلية التي وضعت خطة محكمة ليكون بلدنا ” وطن بلا مخالف ” وهنا لابد أن نعلم بأن كلمة مخالف يشمل جميع ما ومن يخالف الأنظمة الأمنية التي تنص على مدخلات لاستتباب الأمن وفق لوائحه وبنوده على الجميع بوجه عام وعلى المقيم على وجه التحديد باعتباره ضيف الوطن والمواطن الذي يلزم ضرورة تطبيق النظام ليقيم بيننا دونما يخل بالأمن في دخوله للمملكة وإقامته وعمله وسكنه وسلوكه وشؤون حياته من باب الحفاظ عليه قبل كل شيء وتشير الاحصاءات بأنه تم ضبط 19746 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود إلى جانب اكثر من 23000 مخالفا في فترة مماثلة قبل رمضان يأتي ذلك ضمن جهود الحملة الميدانية المشتركة لمتابعة وضبط مخالفي أنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود والذين يتم تطبيق العقوبات التي نصت عليها مواد أنظمة الوزارة كلّ بحسب مخالفته .
وفي مجالات أخرى متقدمة فقد حققت وزارة الداخلية وللمرة السادسة على التوالي بتصدرها على الأجهزة الحكومية الأكثر تفاعلا مع البرنامج الإعلامي الموحد للنصف الثاني من عام 2023م وفي المجال الإلكتروني الذي يقدم خدماته لكل مواطن ومقيم في مكانه عبر وسائل التقنية فقد جاءت الإحصاءات بأرقام فلكية التي أعلنها المركز الإعلامي في أول أسبوع من مارس الحالي منها أن منصة أبشر نفذت أكثر من221 مليون عملية إلكترونية في عام 2023م في جميع الجهات الأمنية الذي كان ومازال مضرب مثل في الإنجاز للمواطن والمقيم والزائر إلى جانب جهود موثقة بالأرقام لمحاربة ومكافحة المخدرات في الداخل وعلى المنافذ البرية والبحرية والجوية والحقيقة أن استعراض جهود رجال أمننا لا يمكن يكفيها مقال قد تضيق المساحة بما نريد عرضه على القارئ الكريم ولكن حسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق ولعل الميدان خير شاهد اليوم في تنظيم الحشود في موسم رمضان موسم العمرة الذي يسير فيه العمل بانسيابية لملايين المعتمرين والزوار في المسجد الحرام والمسجد النبوي فضلا عن استقبالهم في المنافذ وتمكينهم من الوصول للأراضي المقدسة بكل يسر وأمن وطمأنينة في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وتنفيذ الأعمال من جميعالعاملين لخدمة ضيوف الرحمن هذا العام وعلى مدار العام .
انعطاف قلم :
أطلقت قيادات قوات أمن العمرة دليلا إرشاديا للمحافظة على أمن وسلامة المعتمرين والمصلين وتسهيل أداء النسك والصلاة بأمان ويسر وسهولة وطمأنينة خلال شهر رمضان المبارك الحالي في الحرم الشريف احتوى الدليل على إرشادات لكيفية الوصول إلى لحرم أثناء القدوم للعمرة والصلاة في الحرم باستخدام حافلات النقل العام ومحطة القطار والسيارات الخاصة وسيارات الأجرة والنقل الترددي والسير على الأقدام والتعريف بمواقف السيارات الخاصة ومواقعها ويوضح الدليل الرقمي للمعتمرين الرسائل الإعلامية للوحات الإرشادية في الطرقات وعند أبواب الحرم المكي الشريف وفي ساحاته والعديد من الإرشادات التي تسهم في المحافظة على الأمن والسلامة وأداء العمرة والصلوات بيسر وطمأنينة .