“الاكتفاء الذاتي” من أهم الاستراتيجيات التي تُحقق الاستقلالية للمنظمة أو المنشأة، وتوفر لها القدرة لسد احتياجاتها من الكفاءات في الإدارة والتخطيط والتنفيذ دون الحاجة للاستعانة بآخرين من خارجها.
ولذلك جاء التوجيه من معالي وزير التعليم الأستاذ/ يوسف البنيان في البدء بإعداد وتجهيز 900 شخص من منسوبي التعليم؛ ليصبحوا قادة يشغلون المناصب العُليا في وزارة التعليم، وتقليل عملية الاستقطاب للكفاءات الإدارية من خارج الوزارة.
وفي رأيي أنّ ذلك يُعدّ توجّهاً رشيداً وصائباً ، حيث أن وزارة التعليم بما تضمه من عدد هائل من منسوبيها ومنسوباتها الذين يحملون مؤهلات علمية عُليا ومن جامعات عريقة محلية وعالمية، وفي تخصصات مختلفة؛ إضافة إلى الدراية والإحاطة التامة بمتطلبات العمل التعليمي والتربوي من خلال ممارستهم له ميدانيًا كل ذلك يجعلها من أغنى الوزارات في توفر الكفاءات البشرية كمًّا ونوعًا، والتي قد لا تحتاج إلا لبرامج تدريبية محدودة؛ لتنطلق وتبدع وتحقق للوزارة هدفها الاستراتيجي في الاكتفاء الذاتي من الكفاءات الإدارية التي ستقود توجهات وتطلعات الوزارة وأهدافها ومشاريعها التطويرية المقبلة التي ستتواكب مع رؤية وطننا الغالي 2030.
إنني أجزم بأن وزارة التعليم كما تُعد وتقدم للوطن كل عام آلاف الطلاب والطالبات الخريجين من المدارس والكليات والجامعات لهي قادرة على أن تفعل الشيء ذاته في إعداد وتخريج قيادات إدارية على مستوى عالٍ في شتى المجالات؛ لتُقدمها لبقية الوزارات والجهات وحتى للقطاع الخاص.
تحية إعجاب وتقدير للفكر المتجدد والمستنير الذي يقود وزارة التعليم حاليًا، ويسعى للاستفادة من مقدرتها البشرية وتأهيلها وتوظيفها لخدمة الوزارة بشكلٍ خاص؛ ولخدمة الوطن بشكل عام.
حمود الصقيران
مستشار إعلامي – جدة
hkenani2882@moe.gov.sa