المقالات

في وطننا لا نرغب بمخالف بيننا

تحرص دول العالم قاطبة على وحدة مجتمعها في مظاهر حياتها اليومية كافة عبر إشاعة الأمن لمواطنيها وتعزيز الانتماء والولاء للوطن، مع التأكيد على أهمية نشر الوعي والإدراك في نفوسهم مما يعزز الهوية الوطنية ويصبح كل فرد في المقام الأول مواطناً صالحاً يسعي لخدمة وطنه في مختلف المجالات الحياتية، فبالأمن تتحقق العدالة ويسود العدل بين أفراد المجتمع وبالتالي تحصل الطمأنينة، ويكون مصدر إلهام للعمل والإبداع والاستقرار والتطور والتقدم وفي المحصلة النهائية الحفاظ على لحمة الوطن، وتأتي ولله الحمد المملكة العربية السعودية في مقدمة تلك الدول التي تؤكد دائماً وأبداً وفي جميع المناسبات الاجتماعية على تعزيز حب الوطن في نفوس المواطنين من خلال الدفاع عن أراضيه، والمحافظة على مكتسباته ومقدراته، وتقدير أنظمته الرسمية، وتقديم كل مايمكن تقديمه من مجهودات عظيمة.

وتأتي من ضمن مهام ومسؤوليات وزارة الداخلية العديدة في المحافظة على أمن الوطن واستقراره حملة (وطن بلا مخالف) في جميع مناطق المملكة وهي حملة متواصلة ومستمرة منذ سنوات وتحرص كل الحرص على أن يكون هذا الوطن المعطاء خالياً من كل المخالفات الأمنية عبر تواجد عمالة نظامية تلتزم بالأنظمة والتعليمات الصادرة، ووسط بيئة عمل مناسبة ذات منافسة شريفة بين أصحاب العمل تحقق في مجملها فوائد جمة من إعطاء فرص واعدة لشباب الوطن، وانعدام لبؤر الجريمة، والقضاء على الفوضى، وعلى ما قد يصيب مفاصل الأمن والاقتصاد من مخالفات لا ينبغي أن تكون في سوق العمل السعودي، كما أن المقصد من مثل هذه الحملات من قبل وزارة الداخلية أن يعمل المقيم بطريقة نظامية، وأن لا يخالف الأنظمة المعمول بها رسمياً أثناء ممارسة أعماله، وهي من المؤكد في نهاية المطاف تكفل لكل عامل حقوقه وواجباته.

إن من المؤكد أن مثل هذه الحملة (حملة وطن بلا مخالف)وغيرها من الحملات الأمنية المشابهة تهدف في الأساس إلى إيجاد حياة اجتماعية سليمة خالية من المخالفات غير المسؤولة والتي تؤدي بطبيعة الحال إلى تعكير صفو المجتمع فكل مخالفة من مساوئها بعث الفوضى والعبث باستقرار المجتمع وطمأنينته، ولذلك ومن منطلق بأن كل مواطن هو رجل أمن فعليه يجب التعاون منا جميعاً مع جهود رجال الأمن الأبطال في الحد من هذه المخالفات الأمنية بالإبلاغ عن كل مخالف لأنظمة الإقامة والعمل، فضلاً عن عدم تشغيلهم في محلات تجارية، أو أماكن سكنية فالوطن أمانة في أعناق جميع المواطنين لا نرضى مايشوب أمنه في كل الأحوال فمشكلة المخالفين كما لا يخفى تتجاوز مشاكلها مجرد مخالفة القانون إلى وجود أشخاص ليس لديهم غطاء قانوني في كل أحوالهم من أعمال غير قانونية ومن ثم إلى عوائد مالية غير مشروعة وقد تتطور لا سمح الله تعالى إلى التكسب من خلال جنايات وجنح يعاقب عليها القانون الجنائي. نسأل الله السلامة لهذا الوطن الغالي وكلنا بصوت واحد نقول: “في وطننا لا نرغب بتاتاً بوجود مخالف بيننا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى