في شهر رمضان الكريم يُمْسك المسلم عن الأكل والشراب بغيّة مرضاة الله، استشعارًا بما يمر به قليلو الحاجة من نقص في الغذاء، ويعرف الصيام بتأثيراته الإيجابية على جسم الصائم، ففوائد الصيام على صحة الإنسان مثبتة علميًا؛ فقد يُساعد الصوم على تنظيم العملية الحيوية في الجسم، وتنظيم مستويات الضغط الدموي ومستويات السكري وعملية الأيض، فيزاولها حتى غير المسلمين بنسخ متفاوتة؛ كالصيام المتقطع وغيرها من الممارسات الغذائية الحديثة.
وتتأثر صحة فم الصائم في رمضان من ممارسة الصيام؛ فقد يُعاني الصائم من رائحة الفم الكريهة، التي قد تنتج عن الجفاف المصاحب لاجتناب الصائم للشراب طوال النهار؛ فيفقد الصائم فوائد اللعاب في تنظيف الفم وتنقيته فتصدر الرائحة الكريهة في الفم. كما قد تصدر رائحة كريهة في الفم بسبب امتناع الصائم عن الأكل؛ فينتج عن ذلك روائح صادرة من المعدة وأحماضها، كما قد تنتج روائح كريهة صادرة من الرئة – خاصةً من المصابين بالسكري غير المنتظم – فتظهر في نَفَسْ الصائم، كما تنتج رائحة كريهة للفم في حال كان هناك التهاب في الجيوب الأنفية أو روائح مصاحبة لالتهاب في البلعوم أو الأنف وغيرها من الأنسجة المحيطة بالفم.
ولكل من هذه الروائح أسبابها المذكورة ولها سبل للتقليل منها، أما ما يخص تلك التي تصدر عن الجفاف فيمكن التخفيف منها بالالتزام بالعادات الصحية الفموية – من تفريش للأسنان واستخدام للغسول الفموي – قبيل الإمساك وعند الاستيقاظ من النوم، كما يجب المحافظة على شرب الماء باعتدال خلال ساعات الإفطار للمحافظة على مستويات الماء في الجسم، كما ينصح بالتخفيف من المنبهات – التي تحفز ادرار البول وبالتالي تُساهم في زيادة الجفاف – والحرص على شربها مع الوجبات والتعويض بالسوائل الأخرى خفيفة المكوّن السكري لتقليل تأثير الجفاف على الجسم.
وينصح أن يختار الصائم غذاءه خلال الشهر الفضيل بعناية، لسلامة صحته الفموية والجسدية ككل، فتكون وجبات الصائم غنية بالكربوهيدرات والأملاح والفيتامينات والبروتينات “النظيفة” التي لا تحمل مستويات عالية من الدهون والسكريات؛ ليتمكن من تغذية جسده بالمكونات الصحية اللازمة لضمان بقاء مستويات طاقته الجسدية خلال الشهر الكريم.
0