في المقال السابق استعرضت تعريف المصطلح المتداول “الإسلاموفوبيا”، والذي نشأ في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام ٢٠٠١ كردة فعل استمر تداولها وترجمتها في أفعال وممارسات ضد الإسلام والمسلمين بدون تمييز أو منطق أو عدل بالعزو لأفعال الفئة المتطرفة وإلى الأغلبية المسالمة الوسطية من المسلمين، وتلك الممارسات البغيضة المتطرفة المعممة ضد الإسلام والمسلمين هي أيضًا من قبل فئة متطرفة حاقدة أو جاهلة كما أسلفت بالإسلام والمسلمين. ولعل الأفعال والأعمال المتطرفة من قبل الفئة الشاذة المنحرفة عن الصراط المستقيم المنتسبة للإسلام قد أعطت الفرصة للحاقدين على الإسلام والمسلمين؛ لتشويه وتخويف الناس من الإسلام والمسلمين، وقد تمثّلت ذلك في الاعتداء على ممتلكات المسلمين وأعراضهم وحياتهم في أنحاء كثيرة من العالم بل وتجاوزت ذلك إلى دستور المسلمين وهو القرآن الكريم في حرقه وتمزيقه. وكذلك كُتب السنة المطهرة وما تبعها من الدعايات السيئة والتشويه المتعمد عن الإسلام، وهي حقيقتها أعمال وتصرفات متطرفة وإرهابية، ولكن ومن توفيق الله ونصره سبحانه وتعالي الذي تكفل بإتمام نوره ولو كره الكافرون (التوبة)، ولا يجوز أن نغادر هذه الحقيقة دون إعطاء حق الإنصاف والعدل لأولئك المنصفين المعتدلين من أصحاب الديانات الأخرى مسيحية كانت أو يهودية أو لا دينية، وهم في نظري الأغلبية التي تقر وتعترف بحقيقة وسطية الإسلام وعالميته ونزاهته عن كل فكر أو فعل. فتأكيدًا لذلك وبجهود حثيثة ومنطقية من قبل رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من الجهات؛ فقد صدر أخيرًا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار يوم 15 من مارس من كل عام يومًا عالميًا للقضاء على “الإسلاموفوبيا”، وهذا لا شك قرار يُعتبر انتصارًا للحق واعترافًا دوليًا بقيمة الإسلام الذي هو دين الحق والسلم والوسطية للعالم أجمع.
0