تتضمن الرؤية الاستراتيجية للمنظمة اجراء مسح شامل للبيئة المحيطة بكل مكوناتها ومحتوياتها حيث يتم حصر مجموعة من الفرص المتاحة التي يجب استغلالها لخدمة الرؤية الاستراتيجية ومجموعة اخرى من التحديات التي قد تعيق المنظمة في التقدم نحو الاهداف الاستراتيجية الموضوعة. ومن اهم اعمال القائد الاستراتيجي ان يقوم بتحويل تلك التحديات الى فرص حقيقية تدعم الاهداف والتوجهات وهذه العملية تسمى بصناعة الفرص او انتاج الفرص حيث تتطلب قدرا كبيرا من الذكاء والفطنة والمهارة الفائقة وتتسم في ذات الوقت بالدقة والصعوبة لانها تحقق مقصدين معا حيث يتم التخلص من التحديات المعيقة ويتم من خلالها بناء مجموعة جديدة من الفرص التي يتم توليدها وصناعتها من نفس هذه التحديات وقد تكون العلاقات الخارجية للقائد محور ارتكاز هام لنجاحه في تحويل التحديات الى فرص نظرا لحاجة القائد لدعم المنظمات الخارجية وتعاونها في انفاذ رؤيته حين تظهر هنا عملية نفوذ الكريزما القيادية وقدرة القائد على التأثير والاقناع واستغلال المداخل الممكنة للحصول على ذلك الدعم الذي يسهم في صناعة الفرص. ويمكن القول ان ذلك كله يعتمد على سمات قياديه نادره تعزز الوجود الاستراتيجي للمنظمة لذا نلاحظ في الواقع قيام المؤسسات والشركات بالبحث عن نوعية نادرة من القادة وتقديم حوافز مغرية لاستقطابهم للعمل لديها نظرا لما يحققونه من مكاسب ونجاحات مذهلة وسريعة تحقق المقاصد والاهداف بأقل وقت وتكلفة واعلى عائد ممكن وهنا تتحقق المقولة الشهيرة ان “القادة يولدون ولايصنعون” فمن الصعب تدريب القائد على الفطنة والدهاء والذكاء الخارق والمهارات الفكرية والحفز الالهامي واللقدرات الاستشرافية التي تستحدم في صناعة الفرص وقيادة المستقبل بنجاح.فغالبا ترتبط هذه السمات بالتكوين الفطري والتربية والخصائص التي اودعها الله سبحانه وتعالى في بعض الناس وميزهم بها من منطلق تفاوت الخلق في فروقهم الفردية والحاجة الى هذا التفاوت لاستدامة الحياة وقد اشار الله الى هذا التفاوت في السمات القيادية بقوله تعالى عن طالوت “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ” فالزيادة في العلم اي في القدرات الفكرية ونفاذ البصيرة والقدرة على الاستشراف كما ان الزيادة في الجسم تعني اكتمال البناء الكاريزمي لطالوت كقائد. ومهما بذل القاده من جهد للتمتع بالسمات الكارزمية المفقودة التي يحتاجها العمل الاستراتيجي فلن يتمكنوا منها اذ هي من المنح الالهية التي لاتقدر بثمن .
0