المقالات

المؤلفات القيَّمة لمعالي الدكتور بكري عساس

أهداني معالي أ.د. بكري عساس مجموعة كتب من مؤلفاته القيَّمة بنسخ إلكترونية، ووجدت أنها تُخاطب الإنسان بكل مكوناته؛ فمنها ما يُخاطب العقل، ومنها ما يُخاطب الروح، ومنها المشاعر والعواطف، وما ينتج عن ذلك مما ينعش الجسد ويمده بالطاقة، وهو رغم انشغالاته الكثيرة لم يتخلَّ عن تحقيق ذاته وإثبات مكانته كقامة علمية لإفادة مجتمعه بتأليف تلك الكتب بما فيها من تنوع الموضوعات واختلافها بأصالتها ومعاصرتها، وتوثيق المواقف والأماكن واللحظات بتفاعله مع الزمان والمكان وتأليفه أحد عشر كتابًا، مع استمراره في الكتابة الصحفية عبر المقالات التي ينشرها في صحيفة النخبة العلمية والأكاديمية والثقافية صحيفة “مكة” الإلكترونية، وبإدارة رئيس تحريرها الأستاذ/ عبد الله الزهراني. وقد سعدت بهذا الإهداء من معاليه لهذه الكتب المفيدة واستأذنته لتعم الفائدة بنشرها في المجموعات فأذن لي، فياله من لطف وكرم منه وشكرًا جزيلًا على هذه الهدية القيَّمة؛ حيث أضاف ثروة من المعرفة إلى مكتبتي، وأنا ممتن له لهذه اللفتة الكريمة.
وعند الاطلاع عليها للقراءة بتصفحها وجدت أنها مجموعة كتب تعمل بإيقاعات مختلف تعزف على كيان الإنسان. فوجدت في كتابه “365 في كل يوم حكمة” الإيقاع الروحي لتناوله لحب الله وحب رسوله وحب مكة والمدينة، وفي الأخلاق والصفات وفي المعاملات والحياة العامة، وما ينتج عن ذلك من عواطف ومشاعر إنسانية. وفي كتابه “أولئك آبائي” نجده يتحدث عن الوالدين والأهل ودورهما في تربيته وفضلهما عليه مع بقية الأهل رأسيًا وأفقيًا، وما تحملوه بما بذلوه وأثر ذلك على سلوكه الذي يجسده الآن في حياته وتعامله مع الناس. وتناول في كتابه “أعلام في حديث الذاكرة” مجموعة من أصحاب المعالي من الوزراء وأصحاب الفضيلة العلماء، ومن وجهاء المملكة، وآخرين من الأكاديميين والمواقف المؤثرة معهم، ثم اختتم كتابه بالحديث عن أساتذته في بريطانيا لمرحلة الدكتوراة وأثرهم عليه واستفادته منهم. وفي كتابه “هذا البلد” عبر فيه عن نفسه كرجل مكي لمراحل عمره في الطفولة، الشباب، والكهولة مما يجعل ذلك ينعكس على فكر القارئ لهذا البلد الأمين بين الأمس واليوم لجوانبه بما تشمله من جغرافية وثقافية وتربوية واجتماعية. وعند تناول كتابه “إلى أن يشاء الله” تجد أنه سطر فيه ذكريات ومواقف مع التعليم بصفته جزء منه، طالبًا، أستاذًا، ومسؤولًا بذكره لقصص وذكريات وتجارب عايشها في مختلف مواقعه التعليمية منذ كان طالبًا إلى أن وصل مسؤولًا للمشاركة في وضع الخطط التعليمية، ورئاسته لأقدم جامعة سعودية هي جامعة أم القرى بمكة المكرمة. وعن كتابه باللغة الإنجليزية “”Ma’ad الذي تحدث فيه عن مكة وما يحمله من مشاعر نحوها وعن البيت الحرام، ومكانته العالية، وارتباطها بخاتم الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكذلك ما ذكر عنها في القرآن والسنة، والحكايات المثيرة للانتباه عنها، وذكرياته في مراحل حياته معها وكتابه هذا يُمثل باقة زهور عن مكة وما حولها. ومن كتابه “جامعة أم القرى مواقف وذكريات” يتحدث عن الجامعة وإدارتها بأسلوب كأنك تتحدث معه يُخاطبك ويبثك همومه وشجونه ونجاحاته وإخفاقاته وإنجازاته وتحدياته، وأفراحه وأتراحه، بما يتميز به من ذكاء فطري يظهر عبر الذكاء العاطفي والإداري والاجتماعي ومواجهته للمشاكل بالحلول.
وفي كتابه “من الأمثال الشعبية المكية” تناول فيه التراث والحضارة وتاريخها وشخصيتها المكية المميزة لها، ومن هذا المنطلق نجد أن الكتاب حوى كثيرًا من الأمثال التي راجت في العصر المكي قديمًا وحديثًا؛ كونها نتاجًا لحراك ثقافي صخم امتزجت فيه ثقافات الشعوب العربية والإسلامية التي تفد إلى مكة من مختلف أقطار العالم الإسلامي للحج والعمرة. وفي كتابه “خيول التنوير” الذي تحدث فيه عن التاريخ واختياره لعدد من العلماء المميزين، فتحدث عن تاريخهم ومخترعاتهم وإسهاماتهم في تنمية البشرية، كما أضاف إلى ذلك حديثه عن مختلف عناصر ومكونات صنع المعرفة ذات الفائدة المباشرة في تنوير حياة البشرية في وقتنا الحالي مثل الأنواع المختلفة من الجامعات وأودية التقنية ووسائل البحث العلمي وإسقاطها على واقع ومستقبل التعليم الجامعي في المملكة، ودورها في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030. وفي كتابه “خواطر منثورة” الهدف منها سرد وقائع ذات مغزى تثقيفي لوقائع تاريخية أو حقائق علمية وليست آراء شخصية عرضًا لحالة ثقافية أو اجتماعية أو علمية وكانت تدور حول مكة عبر العصور، والجامعات السعودية، ومواقف شخصية في مواسم مكة وموضوعات تاريخية وأخرى حديثة. وفي كتابه “سنوات الدال” يتناول رحلته في طلب العلم وحبه لإحياء هذه الفضيلة وتفعيلها في المجتمع، جامعًا مع العاطفة قصصًا تجعل القارئ مشدودًا إلى آخر الكتاب مع رحلته لمرحلة الدكتوراة في بريطانيا والغربة والابتعاث ودروسه والزملاء ومختلف مواقف الحياة هناك بحلوها ومرها.
وختامًا، أنصح باقتناء هذه الكتب وقراءتها والاستفادة منها بجولة ثقافية تشبع كل جوانب الفكر والروح والعقل بمتعة ثقافية مفيدة ومسلية، ومن أراد نسخة من الكتب يمكنه التواصل معي لإرسالها إليه عبر الإيميل بعد أن أذن معالي أ.د. بكري عساس مؤلف تلك الكتب لنشر الفائدة للناس، وله أجرها كعلم ينتفع به في الدنيا والآخرة.

– عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى

د. فيصل أحمد الشميري

عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة أم القرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى