المقالات

“الإسلاموفوبيا” وموقفنا منها: رابطة العالم الإسلامي أنموذجًا (2)

ولا يعني ما سبق أننا نحن المنتسبين للدين العظيم الذي أكرمنا الله به أن نقف موقفًا سلبيًا أفرادًا ومؤسسات بل علينا واجب الدفاع عن الحملة الظالمة التعميمية على الإسلام والمسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة، والدفاع الفردي يتمثل في اتباع تعاليم الدين الصحيحة في التزام المنهج الوسطي السِلمي في القول والفعل، وكل شؤون حياتنا حتى تنجلي القتامة والصورة السلبية عنَّا كمسلمين. وهذا يسهم في تغيير الصورة السلبية لمن يجهل الدين الإسلامي وممارسات أتباعه، وأما المؤسسات والمنظمات الشعبية؛ فلها دور عظيم في إيضاح الصورة الحقيقية عن الإسلام، ورفع الظلم الممارس علينا وأيضًا بث الطمأنينة والمحبة وصدق الإيمان بالإسلام والانتماء إليه بدلًا من التخويف منه، وهنا وجب التقديم لنموذج من أهم النماذج الإسلامية التي تقوم بدور في إجلاء الصورة الحقيقية عن الإسلام، وهي رابطة العالم الإسلامي وما تقوم به من أدوار ورسالة عظيمة لهذا الهدف، ومن أكثر الأعمال والنشاطات في ذلك أولًا اللقاءات والحوارات والندوات المستمرة مع أتباع الديانات المختلفة أو المعادية للإسلام، وتوضيح حقيقة الدين الإسلامي الذي هو دين الوسطية والتسامح والإنسانية قولًا وفعلًا مع استفار الشواهد على ذلك من القرآن والسنة، أما مع رموز هذه الديانات أو الأفراد المؤثرين منها، وقد بدأت هذه النشاطات المكثفة الهادفة المقننة تؤتي أكلها، وقد أوردت فيما سبق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تجاه محاربة “الإسلاموفوبيا” وهو قرار لا شك جاء نتيجة لجهود كبيرة ومكثفة من جهات كثيرة على رأسها رابطة العالم الإسلامي لتوضيح حقيقة الإسلام الصافي الذي يجب أن يقر احترامه وقيمه الراسخة بمنافعها العالمية الإنسانية؛ فشاهدنا ونُشاهد الكثير من أصحاب الديانات الأخرى يتعاملون بحب وتقدير واحترام للدين الإسلامي والمسلمين بل إن العديد منهم أعلن إسلامه يقينًا وإيمانًا، وهذه البرامج العظيمة التي تقوم بها الرابطة ليست هي ما تقوم به الرابطة ولا تعتبرها كافية؛ لتحقيق الواجب بل هي تقوم بتقديم النماذج الصافية النقية من أتباع الإسلام بل وتعدت ذلك إلى محاولات إصلاح البيت من الداخل وردم الفجوة والاختلافات والصراعات بين أصحاب المذاهب في الدين الإسلامي، وتوحيد الإيمان والاعتقاد بالمشترك بين أتباع الدين الإسلامي، وقد تمثل ذلك في وثيقة مكة الصادرة عن الرابطة لعام 2019، والتي أجمع عليها بناء وأخرجها 1200 عالم ومفكر من كافة أطياف ومذاهب العالم الإسلامي، والتي لا شك حين تفعيلها سوف تترك آثارًا إيجابية عظيمة عن وحدة المسلمين، وتقديم الصورة الناصعة النقية عن الإسلام كما أن الملتقى الأخير الذي عُقد بمكة المكرمة في هذا الشهر الكريم عن مد الجسور بين أصحاب المذاهب الإسلامية الذي يُعتبر نموذجًا إضافيًا يدعم ويُساهم في سد الثغرات والفجوات، وتضييع الفرص التي يحاول أعداء الإسلام أو المتطرفون منهم استغلالها في الإساءة للإسلام والمسلمين؛ فالله در رابطة العالم الإسلامي على هذه الجهود المباركة، وبارك الله في منسوبيها، وعلى رأسهم معالي الدكتور/ محمد العيسى العالم المفكر المخلص، بارك الله فيه وفيما يقوم به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى