المقالات

الوزير عبد اللطيف ال الشيخ حامل راية الإصلاح بحكمة ودراية (4)

إن التجاهل عن الحقائق ظلم وعدوان ، يؤدي إلى الخيبة والخسران .
والمنهج الإسلامي يدعونا إلى التثبت والتأكد في رواية الأخبار ونقلها ، وبعد ذلك يتبين الصدق من الكذب والحق من الباطل .
ومن الحقائق التي ينبغي الحديث عنها دور المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين في ممر الأيام والأزمان ، وهو أمر يشهده القاصي والداني .
ومن الأعمال الجليلة التي تقدمها المملكة العربية السعودية أن شكلت وزارة الشؤون الإسلامية منذ أواخر القرن الماضي لتتولى الإشراف على تسيير العمل الإسلامي المنبثق من المنهج الإسلامي المعتدل المتمثل في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بعيدا عن التطرف والإرهاب .
لقد انتشرت صورة الكراهية للإسلام عند الآخر ، واتُّهِمَ الإسلام باتهامات باطلة ، مردها وجود سوء فهم للنصوص والقواعد لدى عند البعض ممن يتحدثون ويكتبون عن الإسلام ، فأتت الوزارة لتجعل العمل الإسلامي تحت منظور الوسطية ونبذ التشددوالتعسير ، لأن الدين يسر ورحمة ، واحترام للإنسانية ، فقطعت الوزارة شوطا كبيرا في ذلك .
فهذا ليس بغريب عند المملكة العربية السعودية التي اتخذت منهج حكمها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز – رحمه الله – إلى يومنا هذا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله .
ونحن اليوم – مع هذا العهد الميمون بقيادة سلمان الخير – نجد أن وزارة الشؤون الإسلامية يقودها داعية من دعاة الإسلام، بل رمز من رموز الوسطية ومحاربة التطرف والإرهاب ، إنه الشيخ الفاضل الدكتور الوزير عبد اللطيف آل الشيخ – حفظه الله- من جمع بين العزم والحزم والرواية والدراية ، دوره مشهور ، وعمله مستمر ، تواصله مع الدعاة دأبه ، متابعته للنشاط سعيه.
إن معاليه ضرب رقما قياسيا عظيما في الشؤون الإسلامية في هذه الفترة ، فمن خلال عام كامل منذ ٢٠١٨م إلى يومنا هذا شهدت الوزارة تطورا ملحوظا في جميع المجالات داخليًا وخارجيًا .
أما داخليًا: فالتوعية الشاملة للدعاة على منابر المملكة ليكونوا على المستوى اللائق للخطيب ، فتم توحيد خطبة الجمعة على جميع المساجد ، وكذلك مشاركة المرأة في مجال الدعوة الإسلامية وفق ضوابط الشريعة الإسلامية ، وبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين يوكد ذلك في حرصه الشديد على متابعة مجرياته، والوقوف ليلا ونهارا لنجاحه ، فكان في استقبال ذوي شهداء نيوزيلندا الذين استضافهم خادم الحرمين الشريفين للحج تخفيفا لآلامهم .
أما خارجيًا : برزت صورة الوزير في الخارج خدمة للإسلام الوسطي المعتدل حيث المشاركة الفعالة لمعاليه في المؤتمرات والندوات واللقاءات تثبت ذلك ، وأعظم حدث تاريخي له في أوروبا افتتاحه لأكبر مسجد في الشيشان ( جامع فخر المسلمين ) .
وفي زياراته لكل من روسيا الاتحادية للوقوف على سير العمل الإسلامي ، دليل على انفتاحه وتعاونه مع المجتمع الإنساني بكافة أطيافه .
وكذلك توقيع معاليه مذكرة تفاهم بينه وبين مشيخة كوسوفو والبوسنة والهرسك تبين لنا صدق عزيمته وعلو همته في تحقيق الآمال .
وفي الأيام الأخيرة ترؤسه لوفد المملكة العربية السعودية في مؤتمر وزراء الأوقاف بالمملكة الأردنية الهاشمية كانت كلمته كلمة هزت مشاعر الحاضرين من حيث الشعور بواقع الأمة الإسلامية والقيام ببناء مستقبلها في ظل الوسطية ومحاربة التطرف والإرهاب ، مشيرا إلى واجب القيام لنصرة القضية الفلسطينية التي هي القضية الأولى للمسلمين .
إنه داعية من دعاة الإسلام ، وفقيه من فقهاء الأمة ، لذا استطاع العمل داخليًا وخارجيًا ، فبارك الله له على جهوده ، وجعل ذلك في ميزان حسناته .

إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس في فرنسا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى