عام

تحب وطنك !؟اذن أحمه

منذ وعينا علي الحياة أو كما يقول البعض منذ نعومة أظافرنا ولو أنها أبداً ما شافت ولا حست بالنعومة في ذلك الحين فأحسن وأرق ظفر كان ممكن تفتح به علبة التونا. وعينا ونحن نعشق هذا الوطن بدون رتوش يعني هكذا سمه حب عذري تلقائي أو كما شئت فهو الحب كله أنا عشته فيك الحب كله. هيام طبيعي. نعم نعشق هذا الأديم الموشح بالطيبة والأمن ولقمة العيش التي في ابسط معطياتها كانت متوفرة . نعم قد تكون بها صعوبة وقلة ولكن كنا نأكلها ونقول لقمة هنية تكفي مية. تربينا علي الوفاء لهذا الوطن وقادته بدون هيلمة وإعلام وأكاذيب تكرسها أكاذيب كما حاول إعلام بعض الدول بعد أن قلبت ظهر المجن لهذا الوطن الذي كان له الدور الكبير في دعمها رغم أنه حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة لم يتخل عن واجبه الوطني تجاه أخوانه العرب والمسلمين.
لقد عشنا عهد بعض الثورات الماجنة التي كان كل همها أن تنشئ ثقافة زعزعة أمن البلاد ولكن الصدمة التي أرقتهم كانت بزيادة اللحمة الوطنية. لقد كنت بحكم ميولي الأدبية التي علي قدي مشحوناً عاطفيا في عشق الوطن وأدواتي كانت محدودة لأعبر عن ذلك فتوّني أ -ب ثقافة ومحاولات شعرية يا دوب زجل خذ وخلي. وأحاول أن أكتب كلمات شعريه في حب وطني فتظهر مني خربشات عندما أعيد قراءاتها اتراجع. واقول الوطن يستاهل أكثر. كنت في تلك الحقبة أتوق الي سماع شعر عن الوطن وخاصة إذا كان مغني يكون دليلاً لي يأخذ بيدي وقلمي لأكتب .لم يكن هناك أي أغنية أتغني بها و تلهمني. أو عليّ الأقل أسمع وأشجي وانتشي. وكيف لنا بتلك الأغاني فدون سماعها خرط القتاد والويل لك يلي تعادينا يا ويلك ويل . فحتة موسيقى كانت ممنوعة وتعتبر عمل مخزي. وفرحنا عندما سمحوا بموسيقي الأخبار يعني طنطنة مشي الحبايب طنطنة. ثم دندنة علي قد الحال في برامج البادية. وكان أجملها وأرقها في ذلك الحين محاولات مطلق الذيابي في اغنيته الشهيرة يا الله أنا طالبك حمراً هوي بالي. . المهم كنت أتجه لبعض المحطات لأستمع للأناشيد الوطنية وأتغني بها و أتخيلها مكتوبة في وطني وأحبها إليّ كانت اغنية كتبها مرسي جميل عزيز ولحنها وغناها محمد فوزي والذي كان من أباطرة التلحين ولو لا وفاته مبكراً لتغلب علي الكثير من عتاة الملحنين المصريين هذه الاغنية تقول كلماتها:
بلدى أحببتك يابلدى
حبا فى الله وللابد
فثراك الحر تراب أبى
وسماك يزف صبا ولدى
وطنى والله رعى وطنى
حرا فى الاهل وفى السكن
ماض يختال على الزمن
وغد يزدان لبعد غد
أهواك ضفاف لم تزل
مرعى للحب وللغزل
أهواك ربيعا كالأزل
للعيش الحلو وللرغد

طبعاً في ما بعد أنطلقت العواطف والحناجر تترجم عشق الوطن بدءاً من يا رب تحفظ سعود وتجعله خيمة مظلة.لطارق عبدالحكيم ومن ثم وطني الحبيب لطلال مداح وبعد جيل أنطلقت ثروة رائعة منها فوق هام السحب لمحمد عبده وحبيبتي ديرتي لطلاب مداح ومملكتنا الغالية لعلي عبدالكريم ومئات الأغاني الوطنية التي هي وشم في جيدك يا وطني كما ردد محمد عمر. الشاهد هذه المشاعر ليست كانت لسان حالي فقط بل كانت حال كل مواطن. ففكرة لا قدر الله القيام بأي عمل يعكر صفوه هي خط احمر تلقائي. يا ولدي أحمدلله علي نعمة العافية والأمن والأمان الله يحفظ ملكنا وولي عهده. كانت هذه عبارات تربينا عليها من آبائنا وأمهاتنا الذين يتهمهم بعض جهلة البصيرة والعلم بأنهم جهلة. نعم أن معظمهم لا يقرأون ولا يكتبون ولكنهم مخضبين بالثقافة الأصيلة من حب الخير وعدم إيذاء جاره حتي برفع الصوت في البيت. يا بنتي تكلمي بشويش حتي لا نزعج جيراننا (كانت البيوت مساحات صغيرة ومتلاصقة) ترد البنت ابشر يا ابويا أنا كنت اتكلم بشويش يرد معليش يا غالية الجار له حقوق.. نخفض الصوت برضو شوية. طبعا من حب الجار الذي هو أول لبنة في حب الوطن وبنائه الي الحب الكبير وهو الوطن بكل أركانه أرضاً وسماءاً وقادة.
حب الوطن من أهم عناصره الحفاظ علي أمنه وليس بالضرورة تكون جندياً ترتدي البزة العسكرية أو معك مسدس او بندقية لتحميه. نعم مطلوب أن يكون معك سلاح. ولكنه سلاح الحس الأمني فالعين اللاقطة للمحاذير الأمنية هي نتيجة حس الخوف علي الوطن والحرص عليه فبالتالي اذا ما علمت أن هناك ما قد يعكر صفو أمنه فلتنتقل من واجب النبذ الي واجب الإبلاغ فأمن الوطن خطا أحمر ليس فقط شعار نتغني به بل لابد من تفعيله لنكون مواطنون صالحون.
لقد أطلقت وزارة الداخلية حملة وطنية بعنوان وطن بلا مخالف وتهدف وتركز علي أن يبقي في الوطن فقط كل من هو نظامي وهذا حق من حقوق الوطن وأمنه سواء للوطن ككيان معنوي ومادي أو لكل مواطن ومقيم هو في حاجة لأن ينعم بالعيش في أمن وأمان فلا يعكر صفوه دخيل لا يُعرف من هو ولا من أين أتي فهو مجهول الهوية والسريرة. وكما جاء بالتسلل والخداع فهو غير مؤتمن لا علي أمن الوطن وبالتالي ولا علي أمن كل أسرة. إن التغاضي عن هؤلاء ولو حتي فرضاً كما يدعي البعض بحسن نية فهذه جريمة بكل أبعادها. فناهيك إنها مخالفة للنظام ففاعلها يساعد بالإخلال في أمن الوطن وهذه جريمة لا تغتفر . من نافلة القول إن الوطن في حاجة ابنائه في كل عمل يساعد علي حمايته. فلا عذر اليوم فقد اعذر من أنذر. الوطن يناديك فهل أجبت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى