في الحقيقة أن ما شدني للكتابة عن الجمعيات الخيرية و دورها الريادي في المملكة العربية السعودية، أن سعدت بمشاركتي لإحتفالية الإفطار الجماعي لايتام دار الزهور النسائية لرعاية الأيتام، و المنبثقة من جمعية أم القرى الخيرية النسائية، و التي من أهم أهدافها إيواء الأيتام من ذوي الظروف الخاصة، و العمل الجاد نحو تعليمهم و تدريبهم لدمجهم داخل المجتمع، و بناء أسر صالحة في المجتمع السعودي، و لإستقلاليتهم ليكونوا فاعلين في سوق العمل بما يعفهم عن السؤال، تنافسها في دور الرعاية العديد من الجمعيات الخيرية الغير ربحية الأخرى، و كم أعجبني ذلك اللفيف من الحضور من نساء و رجالات المجتمع السعودي، و السخاء الذي لا أجد له وصفا في قواميس اللغة، إذ تهافت عدد من المؤسسات المتخصصة في الإعاشة و بعض الأعيان بالمساهمة الفاعلة في تجهيزات حفل الإفطار الجماعي بحضور الأيتام الذين قارب عددهم 50، و ما صاحبه من مداخلات تشيد بدور الجمعية و الدار و الأخوات القائمات عليها، و الحديث هنا يأخذنا إلى التعريف بمنظومة الجمعيات الخيرية الغير ربحية، و دورها و الأهداف التي تصبو إليها تلك الجهود، و بإعتبار أن لتلك الجمعيات دور في جمع الأموال من الذين منّ الله عليهم من فضله من الشركات و المؤسسات التجارية و الأفراد، فقد حرصت الدولة على تنظيم العمل الخيري، إذ صدر قرار مجلس الوزراء بإنشاء المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، تحت إشراف وزارة الموارد البشرية و التنمية الإجتماعية، و المرتبط برؤية المملكه العربيه السعوديه 2030، باعتبار تلك الجمعيات عنصراً أساسياً في تنمية المجتمع، و رفع نسبة مساهماته في الناتج المحلي الإقتصادي، إذ تجاوز عدد الجمعيات و المؤسسات الأهلية و الصناديق العائلية بمكة المكرمة 700 جهة غير ربحية فاعلة في المجتمع، و ذلك بإقرار آلية واضحة عبر منصات رسمية يتم من خلالها جمع التبرعات، لضمان تحقيق السيولة المالية الداعمة لما تنفقه الدولة من الميزانيات السنوية على تلك الجمعيات، دون الدخول في شبهات تفسد الدور المأمول لتلك الجمعيات و القائمين و القائمات عليها، آلية تخضع لمتطلبات مؤشرات أداء و حوكمة تمكنها و تدعمها لديمومة تنموية هادفة، تضمن استخدام تمويل المانحين أو الهبات للقيام بالدور المطلوب، بما يجعلها مسؤولة أمام الجهات المانحة و الجهات المعنية في الدولة، بإلزمها بوضع أهداف و سياسات واضحة لإدارة الموارد البشرية والمتطوعين فيها، عبر استراتيجيات إستثمارية ذات جدوى، تعمل على تنامي استثماراتها البعيدة عن المخاطر، و الجميل حرص حكومتنا السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين و سمو ولي عهده بالبدء و بتكرار متتابع دائم، بالتبرع المليوني السخي عبر المنصات الرسمية المعلنة في وسائل الإعلام، و في ذلك حث كبير للمجتمع بأطيافه المتعددة، للمسارعة التنافسية و الإقتداء، بالتبرعات المالية النقدية و العينية، و هنا لا يفوتني ما صدح به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حيث قال( ما يميز هذه البلاد هو حرص قادتها على الخير و التشجيع عليه، و ما نراه من مؤسسات خيرية في مختلف المجالات، سواء التي تحمل أسماء ملوك هذه البلاد أو سواها، إلا جانباً واحداً من الجوانب المشرقة لبلادنا) و ما صدح به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (نهدف للوصول إلى قطاع غير ربحي مهم مبادر و داعم و مؤثر في التعليم و الصحة و الثقافة و المجالات البحثية)، و الحديث عن جميع مناطق المملكة، و تنامي أعداد الجمعيات و المؤسسات الخيرية الغير ربحية، و دور مراكز الأحياء بمكة المكرمة في دعم الأيتام و الأسر المتعففة بالهبات و الهدايا و تسارع أهل الخير بدعمها السخي المستمر، يؤكد لنا بعد مشيئة الله تعالى، أن لا يتيم في مملكة الخير
0