كلما رفرفت الراية بلونها الأخضر الزمردي.. الممتد من السارية إلى نهاية العلم.. المُزينة بالخطوط البيضاء الناصعة.. ينبض لها الروح، وهي تزهو بكل عز وشموخ؛ لتعكس الخير والنماء الذي يلون قلب مملكتنا الحبيبة.
تقع المملكة في قلب العالم، ولاتساع مساحتها تنوعت تبعًا لذلك التضاريس التي تغطيها، بين أودية وجبال وصحارى تتربع فيها..
ولأن النعيم والخضرة لا تنحصر على بُقعة من الأرض دون سواها، بل من حق كل شبر من الأرض أن يغدو جنة ينعم بها أهلها بخضرتها ونمائها، فقد وجهت حكومتنا الرشيدة أنظارها في رؤيتها ٢٠٣٠؛ لتحقيق الاستدامة البيئية، وذلك بالحفاظ على الممتلكات الطبيعية التي حباها الله أرض المملكة، بالحد من التلوث، ومقاومة التصحر، واستثمار الثروات المائية.
ومن منظور تنمية البيئة أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، في ٢٧ مارس من عام ٢٠٢١ مبادرة السعودية الخضراء، الهادفة إلى التصدي لتغير المناخ، وحماية البيئة من أجل تحسين جودة الحياة.
تسعى هذه المبادرة الوطنية إلى توجيه جميع فئات المجتمع لتحقيق الاستدامة وتسريع وتيرة العمل المناخي في المملكة وفق ثلاثة أهداف رئيسية هي: خفض الانبعاثات، والتشجير، وحماية الأرض والطبيعة، وقد انطلقت على أرض المملكة أكثر من ٦٠ مبادرة يجري تنفيذها في هذا المجال.
ولأهمية هذه المبادرة؛ فقد قرر مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- في جلسته المنعقدة في مارس ٢٠٢٤-أن يكون يوم ٢٧ من شهر مارس من كل عام يومًا رسميًا لمبادرة السعودية الخضراء.
ولأننا جزء من هذا المجتمع المعطاء علينا أن نُساهم، ولو بالقليل للمحافظة على البيئة وثرواتها، والبُعد عن استخدام الملوثات التي تخدش النقاوة والصفاء، فجهود الأفراد مهما كانت صغيرة إلا أنها ذات تأثير عميق يكشف مدى الوعي بقيمة البيئة التي نحيا في أحضانها.. فكيف إذا كانت تلك المبادرات تسعى لأن تجعلنا نعيش على أرض الوطن ببيئة استثنائية نقية؛ لتكون مملكتنا جنة الأرض الخضراء.
0