يُقال إن الإدارة علم وفن ، وهذا ما يظهر في عمل إدارة نادي الهلال، وفي الكثير من قراراتها. فبعيدًا عن (شماعة) الحظ والتحكيم والفار واللجان؛ يتضح عمل هذا الإدارة منذ التخطيط والاستعداد للموسم الرياضي، بدءًا من اختيار مدرب الفريق وعناصره سواء كانت الأجنبية أو المحلية، ولو سألت شخصًا منصفًا مع بداية انطلاق الموسم الرياضي أيًّا كانت ميوله عن اختيارات الفريق الهلالي؛ لقال لك إنها الأضعف بين الأربعة الأندية الجماهيرية، وهي (أندية الصندوق) فغالبية محترفي الهلال لا يكادوا يكونون معروفين للوسط الرياضي أو على أقل تقدير لا يملكوا سجل بطولات أو ألقابًا فردية كما هو حال محترفي منافسي الهلال.
في بداية الموسم لو خيرت أي مسؤول أو مشجع نصراوي هل تقبل استبدال رونالدو وتاليسكا في مقابل جميع محترفي الهلال الأجانب؛ أعتقد أنه سيرفض ذلك وبشدة.. ولو سألت عاشق اتحادي هل تقبل أن يتنازل الاتحاد عن بنزيما وكانتي وفابينهو ورومارينهو في مقابل جميع أجانب الهلال لأجابك بالنفي القاطع. وحتى مجانين الاهلي لو سألت أحدهم عن مقايضة محرز ومندي وكيسي مقابل أيًّا من محترفي الهلال أو حتى جميعهم؛ فلن يقبل بأي محترف هلالي مقابل التنازل عن أحد نجومه، بل سيقول لك: يا واد أنت مجنون!!
كما أن الهلاليين أذكياء يستطيعون أن يخرجوا منافسيهم خارج الملعب في الوقت الذي يريدوه، منذ أسابيع أشغلوا العالم بحرصهم الشديد على استمرار سلسلة الانتصارات كأكثر الفرق فوزًا على مستوى العالم؛ فأصبح هذا الموضوع عبئًا على المنافسين حيث أصبح هدف أي فريق يلعب ضد الهلال هو مجرد تعطيله عن سلسلة الانتصارات ولو بالتعادل؛ وفي النهاية تنهار الفرق أمامهم في الأمتار الأخيرة حتى توسع الفارق بينهم وبين أقرب المنافسين إلى (12) نقطة.
في هذه الأيام أشغلوا الأندية والإعلام والجماهير بطلب تأجيل مباراتهم ضد الأهلي، ورغم أن الموضوع مجرد مباراة واحدة حتى لو خسرها الهلال لا أعتقد أن تتأثر صدارته كثيرًا لأن فالفارق مازال كبيرًا، كما أن الفريق الذي يصل إلى ثلاثين فوزًا متتاليًا من الصعب أن يخسر الصدارة في آخر عشر جولات. وعلى العكس تمامًا فأنا أعتقد أن تأجيل المباراة وفوز الهلال وخسارة الأهلي لو حدثت هي من صالح المتنافسين على المركز الثاني للفوز بمقعد آسيوي. وبالتالي المتضرر الأكبر من وجهة نظري هو النادي الأهلي فقط؛ ولذلك من حقه التمسك بلعب المباراة في وقتها المجدول لكي يُنافس على المركز الثاني، والفوز بالمشاركة الآسيوية التي افتقدها الأهلاويون في المواسم الأخيرة.
وفي الأخير هي مجرد وجهة نظر ليست بالضرورة أن تقتنع بها وبالتأكيد أن كتابتي ليست ملزمة لأحد، ولكن الأهم أن نبتعد قليلًا، ولن أتفاءل وأقول نبتعد تمامًا، فلنبتعد عن فكر المؤامرة واتهام الفكر المخالف لنا بالانبطاح والتطبيل.
دعاء:
اللهم كما بلغتنا رمضان؛ فتقبل منا صالح الأعمال، وأتممه لنا بالعفو والغفران.