المقالات

ولي في نفسي مآرب أخرى

أيقنت أن النفس ترق ويلين جانبها في مواسم الروحانيات، ليس إلا كُونها ترجع لفطرتها الربانية.
تُمسك عن ملذاتها طوعًا لا كُرهًا بأسلوب جمعي، لم يكن تحت القوة الجبرية بل لحرية شخصية.
وتعطي بسخاء دون رجاء لرد عطاء، وتُناجي بخفاء وتلهج جهرًا بامتنان.
تكظم غيظًا فهي في شهر عطاء، تلتمس حاجة أحدهم لعل دعوته تُوافق باب سماء.
تهرول مسرعةً، تُسابق صفوف النساك؛ لتستشعر لذة الامتنان بوقع رنان يُلامس الوجدان قبل الأذنين.
تكبح جماح الشهوة في أشد قوة عنفوان النفس.

ماذا لو كان ذاك هو نهجي في سلوك أمقته، ولم أستطع مقاومته هل سأغلبه؟!
بكل تأكيد نعم.
ولكن وفق تمرد النفس البشرية، سيتطلب الأمر نوعًا من الجدال الداخلي، يبدأ بأفلاطونية عالية، وينتهي كما لو أنه نظرية علمية طور الدراسة والتنفيذ.
حتمًا ستصل إلى حل سلمي يرضي عقلك وقلبك على تلك الطاولة المستديرة التي كان الوجدان من يُدير حوارها.
الآن وبكل ود وصفاء ذهن وما أعيشه من سلام داخلي، اتضح لي أن خصال النفس تكتسب وترعى كما الصغير حتى يقوى عوده ويشتد أزره؛ فأيقنت حقًا أن لي في نفسي مآرب أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى