بحسب تقرير الملف الصحي لمنظمة الصحة العالمية للعام 2020م لدول الشرق الأوسط؛ احتلت المملكة العربية السعودية المركز الرابع في المصابين بسكر الدم بين دول الشرق الأوسط بنسبة تفوق الـ 17% من إجمالي السكان؛ بعد مصر وقطر والكويت. علمًا بأن مرض السكري – بجانب غيره من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والرئة والسرطان – تسببت بما يُقارب الـ 20% من وفيات الرجال والـ 15% من وفيات النساء بالمملكة لعام 2016م؛ بحسب التقرير المنشور.
تتعدد أسباب الإصابة بمرض السكري بين عوامل بيئية وجينية وغذائية واجتماعية وصحية، والتوعية الصحية بخطر السكري يُعد أحد أهم أركان التوعية الصحية التي تقوم بها وزارة الصحة وتكرس لها من الجهود الكثير، ومن جملة الحملات التوعوية تلك تجد التوعية بالأضرار التي قد يُسببها مرض السكري بصحة الفم حاضرة بصفة دورية لأهميتها ولتأثيرها السلبي على جودة حياة المريض.
فارتفاع معدل السكر في الجسم يؤدي لاختلال وظائف الفم الحيوية؛ فيحدث اضطراب في مكونات اللعاب في الفم، وقد يقل إنتاجه وقدرته على تأديته لوظائفه الفموية بسبب تأثير السكري على الغدد اللعابية، فتكون الأسنان أكثر عرضةً للتسوس السنّي، كما تضطرب البكتيريا النافعة في الفم ولا تقوم بوظائفها الدفاعية ضد الميكروبات بالفم، ويرتفع خطر الإصابة بأمراض اللثة ونزيفها المزمن عند المصابين بمرض السكري؛ الذي قد يزيد من فرص فقدان الأسنان، كما يؤثر مرض السكري على فرص نجاح استعاضة الأسنان؛ فتزداد صعوبة زراعة الأسنان والتركيبات واستدامتها.
فجملة الإرشادات التي عادة ما يقوم طبيب السكري بمشاركتها مع المريض هي إرشادات خاصة بصحة فمه، فيتوجب على المريض – بجانب ضبط مستويات السكري بالممارسات العلاجية المعروفة من تغيير في السلوكيات الصحية وأخذ جملة من العلاجات – أن يواظب على زيارة طبيب الأسنان لعمل ما يلزم من فحوصات إكلينيكية للتأكد من خلو الفم والأسنان من مضاعفات السكري وعمل الإجراءات السنيّة الروتينية من تنظيف للأسنان واللثة ومعالجة أي تسوسات أو التهابات بصفة دورية.
يُذكر أن بعض أنواع السكري – خاصةً النوع الثاني – يمكن الشفاء منه بالالتزام بإرشادات الطبيب العلاجية وتحري حياة صحية متكاملة، تشمل مزاولة معتدلة للرياضة والحركة بإشراف مدرب رياضي مختص ومراقبة غذائية بإشراف مختص غذائي للمساعدة على الإبقاء على وزن صحي مناسب لفئة المريض العمرية.
0