يختلف الإبداع في مضمونه وطرائقه ومحتواه عن كل الموضوعات الأخرى ذلك أن التفكير الإبداعي هو نواة الابتكار وعصارة مراحل نمو الفكرة الإبداعية وتطورها؛ ولأن الإبداع تحليق في عالم غير مألوف وطيران في آفاق غير معهودة في الواقع؛ فإنه يعتمد على ثلاثة أجنحة أساسية تلعب دورًا رئيسًا في نجاحه وتحقيقه لأهداف استراتيجية مميزة وهي: (الطلاقة – المرونة – الأصالة).
والطلاقة تعني القدرة على اختراق نطاق المألوف، وتوليد مجموعة كبيرة من الأفكار الإبداعية؛ حيث تتعلق الطلاقة الذهنية بالقدرة على ممارسة العصف الذهني، وتمتع المبدع بالتفكير المستقل الذي يُتيح الفرصة للإنتاج غير المألوف؛ وبذلك فإن الطلاقة تُعد نقطة الانطلاق للإبداع وركيزته الأساسية، وتتطلب الطلاقة قدرات عقلية عُليا أهمها التخيُّل والتنبؤ والتحليل والرؤية الناقدة والتركيب، وفي جانب آخر تُعتبر الأصالة مطلبًا ووصفًا للأفكار الإبداعية، ومعناها وجود أفكار تولدت من غير سابق، ولا تعتمد على المحاكاة والتقليد بل هي مستقلة بذاتها، والفكرة الأصيلة هي المنتج العقلي الفريد غير المكرر. أما الجناح الثالث للإبداع فهو المرونة وتعني التكيُّف السريع مع أي تغيُّرات أو متطلبات جديدة تتعلق بالأفكار الإبداعية. كما تشمل القابلية للتغيير والنقد وإتاحة الفرصة للتحسين المستمر.
0