المقالات

إنهاء خدمات شاب سعودي !

في البدء ومن المسلمات أن الأرزاق بيد الله وحده يرزق العامل، وغير العامل فحتى النائم في بيته يُرزق ! وفي واقع الأمر ما وجود المؤسسات الرسمية بمختلف قطاعاتها وتفرعاتها، والمؤسسات الخاصة بمختلف خدماتها وأشكالها إلا أسباب يأخذ بها الإنسان بعد التوكل على الله تعالى في حياته؛ للعيش والتكسب المشروع وعلى أي حال في هذه الحياة منا من يُرزق الرزق الواسع حيث يشاء الله، ومنا من هو متوسط الدخل، وهناك من هو أقل وهو صاحب الدخل البسيط جداً وكل ذلك بمقدار عند المولى عز وجل وفي المجمل كلُُ سوف يُحاسب على رزقه كثر أو قل. ومؤخراً تكاد تكون أعداد الوظائف الحكومية بنسب أقل مقارنة بأعداد الوظائف الخاصة. فالملاحظ أن الإتجاه نحو سوق العمل أصبح أكثر من أي وقت مضى، بل أصبح قطاع التعليم وخاصة في المرحلة الثانوية يعتمد في مناهجه الجديدة على مواد تهييء الطلاب للأعمال الفنية والمهنية.

وعندما يتجه الشاب السعودي لسوق العمل مباشرةً؛ للانخراط في الأعمال المهنية المتاحة بعيداً عن التوجه التقليدي في البحث والانتظار عن الوظائف المعلنة عبر الجهات الرسمية المعنية، وبعيداً عن ما يسمى بالأمان الوظيفي فإننا نستطيع القول أن هذا الشاب أخذ يستوعب المرحلة الجديدة ووفقاً لما تهدف إليه رؤية 2030، وفي الوقت نفسه نستطيع القول أيضاً أن هذا الشاب بدأ بالفعل من درجة ” الصفر” وماهي إلا فترة ليست بالبعيدة بعد الصبر والتعلم والمثابرة والاجتهاد إلا وقد نال خبرة كبيرة، وتجربة نجاح متميزة يخدم من خلالها وطنه المعطاء في مجاله المختص. وبهذا يكون الوطن قد اكتسب شباب ستكون لهم بمشيئة الله في المستقبل القريب القيادة والريادة في أعمال كنا نعتقد أنها لغيرهم فقط، بل كنا نعتقد أن هؤلاء الشباب ينتظرون الوظائف التقليدية في المكاتب الفاخرة، وكل ماسوف يحدث لاحقاً بإذن الله هو المأمول لشبابنا داخل وطنهم الغالي.

وما يُخشى حدوثه في هذه التجربة الوطنية الجديدة، والجديرة بالاحترام والتقدير أن يكون على رأس هرم بعض الشركات، والمؤسسات من لا يقدر التوجه العام للدولة_ وفقها الله_ ومن لا يدرك أبعاد رؤية 2030 فيكون توظيف الشباب الطموحين وإنهاء خدماتهم هي مسألة وقت ليس إلا !! وقد يكون هذا نتاج رؤية لإدارة ضيقة الأفق من المؤكد أنها لم تضع لها أهداف قابلة للتغيير والتطوير والبعد الاستراتيجي. ومن أرض الواقع لا من وحي الخيال كيف يُسلم شباب لديهم الهمة الكبيرة، وعندهم الأمل الجميل، ويمتلكون الشغف العظيم أوراق إنهاء خدماتهم دون أي مقدمات تذكر، أو حتّى إعطاء وقت كافٍ؛ للبحث عن وظيفة أخرى في مكان آخر، وعلى أقل تقدير ليس في هذا الوقت الحرج في آخر هذا الشهر الفضيل !! ومن المهم هنا تدخل الجهات ذات العلاقة بوضع منصة وطنية رسمية لمثل هؤلاء الشباب الناجحين عبر قراءة سيرهم الذاتية؛ لاستقطابهم والاستفادة من خدماتهم في جهة أخرى خاصة وفي ظل الانخفاض غير المسبوق في معدل البطالة في المملكة إلى أدنى مستوى بنسبة7،7 في المائة فعليه من المرجو المسارعة بمساعدتهم قبل أن يحتضنهم الإحباط المؤلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى