محمد إبراهيم
من سمات الرسالة الإعلامية الدقة والموضوعية، وإذ كانت “مكّة” الإلكترونية تسعى دائمًا إلى نشر الحقيقة، فإنها تقدّم رسالتها للقراء مستعينة برؤى المختصين ووجهات نظر المحللين وكبار الكتاب الذين يساهمون في التعريف والتوعية والتوجيه والإرشاد، انطلاقًا من تراث ثقافي ممتد وشغف دائم بالمعلومة.
ونحن في مطلع أبريل، علينا أن نعود إلى تاريخ السابع من أكتوبر، حين قدم رئيس التحرير الأستاذ عبدالله الزهراني قراءة استشرفت المستقبل، بعيدًا عن العواطف التي كبّلت عقول وأقلام الكثيرين، وكان من أوائل الإعلاميين الذين جاء تحليلهم لمشهد طوفان الأقصى حقيقيًا ودقيقًا رغم كونه صادمًا حينذ.
فهذه حماس، التي أشعلت فتيل الحرب، ألقت كرة اللهب دون تفكير أو تدبير، الآن توافق على إيقاف الحرب، لكن بعد تدمير غزة وتهجير أهلها، يقول الزهراني في مقاله الذي جاء بعنوان “غزة بين الذُّل والعِزة” والمنشور في 11 من أكتوبر المنقضي: “أمّا الحرب لمدة ٤٨ ساعة أو أسبوع بدون أخذ الحذر من العدو ومن ردة فعله، ومن غير تخطيط وحماية للمسلمين وفي نفس الوقت يتجاهل أهل الرأي والمشورة والفتوى؛ فهذا يسمى عبثًا وليست حربًا”
يتحدث رئيس تحرير صحيفة “مكة” في مقاله عن مصير الأهالي الضعفاء: ” أقول هذا بعد الحرب العشوائية التي شنتها حركة حماس ضد ما يسمى بإسرائيل والخسائر الكبيرة التي تكبدها أهالي غزة جراء القصف المتوحش على قطاع المستضعفين العُزل. هذا الأمر استعداء لأهالي غزة وللمستضعفين ويعني تشريدهم من ديارهم وتيتيم الأطفال وترميل الأمهات. الحروب لها معايير قوة وضعف واستراتيجيات وسيناريوهات وخطط متقدمة وبديلة، ولها قادة يتصدرون المشهد وهذه في اعتقادي لم تتوافر فيما يسمى بمعركة طوفان الأقصى”.
وفي الجزء الثاني من المقال الذي حمل العنوان نفسه ونشره رئيس التحرير في 24 أكتوبر، يقدم الزهراني خطابًا أكثر وضوحًا وفضحًا لكل المتاجرين بقضية الشعب الفلسطيني: “لم تكن غزة بحاجة لتصرف حركة حماس المتهور الذي جلب الخراب والدمار، ولكن على الشعب الفلسطيني العزيز على قلبي أن يستفيد من حادثة ٧ أكتوبر ويعيد النظر في مناصري القضية من جديد، وأن يأخذ بعين الاعتبار مقولة الأمير بندر بن سلطان “القضية الفلسطينية عادلة ولكنّ محاميها فاشلون”.
ويوجّه الكاتب عبدالله الزهراني رسالته إلى قادة حماس وأعوانهم: “الفرصة الآن مواتية وعلى طبق من ذهب لحركة حماس وقادة الفصائل الفلسطينية وتركيا وإيران وحزب الشيطان بقيادة حسن نصر الله، وكل الذين يدعون تحرير القدس أقول لهم: الآن الوقت المناسب لكم والفرصة جاءت عندكم لتحرير المسجد الأقصى وطرد اليهود من فلسطين، لا سيما وأن مساحتهم الجغرافية صغيرة ومعالمهم معروفة والمسافة قريبة، تحتاج منكم ضربات مركزة يتبعها هجوم سريع، ومن خلفه مساندة ويتحقق النصر بإذن الله على أيديكم أيها “المخلصون”، وإن لم تفعلوا ذلك فأنتم كذابون وخونة ومتاجرون بالقضية الفلسطينية، وتتحملون مسؤولية ظلم واضطهاد الشعب في غزة”.
غزة بين الذُّل والعِزة (١-٢)
makkahnews.sa/5373239.html
غزة بين الذُّل والعزة (٢-٢)
makkahnews.sa/5374968.html