في ليلة وفاء، وفي شهر العطاء تحتفل الخطوط السعودية كل عام بأبنائها المتقاعدين، وتجمعهم على إفطار رمضاني يحضره المئات من متقاعديها من جميع الإدارات؛ وذلك على شرف معالي مدير عام الخطوط السعودية المهندس/ إبراهيم العمر، وعدد من قيادات الشركة، والذي ينظمه ويشرف عليه قطاع الموارد البشرية باحترافية ملفتة ممزوجة بحس إنساني رفيع تليق بهذا الشهر الفضيل. أمسية جميلة ازدانت بالفرح، والتحفت بالمحبة، وتدثرت بالوفاء. وقد كنت محظوظًا بأن دعيت لها وكنت أحد ضيوفها الذين حضروا حفل الإفطار هذا العام، والذي أقيم مساء الأحد ٢١ رمضان في صالة الاحتفالات الكبرى بنادي الخطوط السعودية بجدة تحت شعار: “كفيتو ووفيتو”، فشاهدت صورًا إنسانية مُلهمة، وأبصرت سيلًا متدفقًا من مشاعر جياشة، تظهر في لقاء الزملاء؛ فهذا يلتقي بزميل باعدت بينهم تصاريف الأزمان والأحوال، وذاك يُعانق أخًا كان بالنسبة له أصدق الرجال، وذاك يتحدث مع شخص لم يخطر له أن يراه مرة أخرى في دروب الحياة على بال، وذاك يتجول داخل القاعة الجميلة ويشاهد الوجوه الباسمة ماذا فعلت بها الدنيا ويستعيد أعذب الذكريات التي لازالت عالقة في الخيال؛ وذاك يردد: الله يا دنيا جدت علينا اليوم بالوصال. ها هي الخطوط السعودية ذلك البيت الكبير الذي كان ولازال حريصًا أن يسأل عن موظفيه السابقين ويكرمهم، ويلتقي بهم قصر الزمن بهم أم طال. لا بد أن وراء ذلك ثقافة شركة رائدة تهتم بسيكولوجية الموظف سواء كان على رأس العمل أو متقاعد تلك ثقافة مهنية في منتهى الرقي والوفاء والجمال. إن ما شاهدته الليلة، لامس مشاعر صادقة لديّ، فكان لي أن أشيد على يد هذا الصرح العظيم، ولا عجب، أن يكون ولائي لها دائمًا، وفي كل الظروف والأحوال. إن الكثير من الشركات قد تعتبر الموظف المتقاعد في طي النسيان وقد تنتهي علاقتها به؛ وكأنها تقول له وداعًا اعذر لنا انشغالنا بالموظفين على رأس العمل، وليس لدينا الوقت للموظف السابق، طالما أنه ليس لديه إنتاج مباشر قد نستفيد منه في الوقت الحاضر ذلك للأسف واقع الحال. لكن السعودية بنت للمتقاعدين دارًا لخدمتهم فيه كل الخدمات التي يحتاجونها بل وترحب بهم أجمل ترحيب، وتكرمهم بهذا الاجتماع السنوي، الذي يحفظ الود ويجدد العهد، وقد كانت ليلة اكتظت فيها الصالة بالحضور ومشاعر الحبور، ولم يكن الأمر على عجلة، بل كانت هناك تفاصيل كثيرة، جمعت بين التراث، والماضي؛ مما أدخل الحضور في جو من البهجة، التي تُذكرنا بطفولتنا وشبابنا في ليالي هذا الشهر الفضيل، بين أهلنا وأحبابنا، وجيراننا وزملائنا، فقد أحيت هذا الشعور الذي يشع ليالي هذا الشهر، كفانوس الطفولة المضيء الذي نحمله بضوئه الخافت، لكننا نراه وقد أضاء كل شيء من حولنا؛ ذلك لأن الضوء ينبع من داخلنا، مشاعر صادقة وحب وامتنان لهذا الاسم الكبير الذي انتمينا له في مسيرتنا العملية.
ها أنا أنظر حولي فإذا الوجوه باسمة والمشاعر بالود دافقة، وفي غمرة التأمل والانبهار رأيت معالي المدير العام يتراءى لي بين الصفوف هاشًا باشًا مُرحبًا بالجميع؛ فبادرته بالسلام وأبدى إعجابه بالفيلم التسجيلي الذي عُرض في الاحتفال لموقف طريف حصل بيني وبين رئيسي ذكرته في الفيلم، وأخذ يمازحني في تواضع الكبار وشكرته على اهتمامه، فرد قائلًا: أنا أتابع كتاباتك يا حسن وأرجو أن تستمر تسلط الضوء على كل ما يتطلب المعالجة، وسنحرص على معالجته في الحال، أسعدتني ملاحظته التي تدل على مدى حرصه على المتابعة لكل ما من شأنه المصلحة العامة، فما كان مني إلا أن عبرت له عن فخري، بكل ما يجري بين أروقة السعودية، ذلك الاسم الكبير الذي حمله قلبي، قبل أن تحمله بطاقة الدعوة لهذا المساء، الذي زينه اللقاء مع معاليه وجهًا لوجه لأشكره على وفائه للمتقاعدين. ثم شاء حظي أن ألتقي في طريقي الأستاذة/ رانيا التركي مساعد المدير العام التنفيذي للموارد البشرية وهي لبقة، باسمة المحيا تحيي الجميع وتستمع لبعض الأسئلة والتعليقات، وتقف أمام أركان الطعام الشعبي الذي توزع في الساحات المجاورة للصالة الرئيسية كمهرجان كبير جدير بالاحتفاء، وتبدي إعجابها وتقديرها لكل الضيوف والمشاركين، فحييتها ثم بادرتها بالشكر وقلت لها إن تكريمكم يا سيدتي بدعوتنا لهذه المناسبة تكريم الكبار، وقد كانت سعيدة بما تفعل مبتهجة بما ترى، فخورة بأبناء وبنات السعودية جميعًا وقطاع الموارد البشرية على وجه الخصوص الذين أحسنوا صنعًا وتنظيمًا لهذا الملتقي والإفطار الرمضاني الذي تجاوز كل التوقعات فكان حقًا إفطار القلوب المشتاقة، وارتواء الأفئدة العطشى للقاء الأحبة في أجمل ساعة. ثم تبعه مسابقة تفاعلية للمتواجدين وتقديم جوائز لمن يستطيع الإجابة على الأسئلة المرتبطة بنشاط وتاريخ الخطوط السعودية. هل علمتم لماذا كانت هذه الشركة رائدة؟ وهل عرفتم سر الولاء الدائم عند كل من ينسب لها؟ السعودية تعطي بسخاء، فحق علينا لها الوفاء. شكرًا للسعودية هذا البناء، الذي بني في القلوب قبل المكان وشكرًا لكل من خدم وانتسب لهذا الكيان الكبير.
رائع جداً
احسنت اخي حسن ،، كتبت فأبلغت ورسمت المشاعر فكنت خير من رسم. بارك الله فيك.
للاسف هناك من لا يزال يرى لجزء الفارغ من الكأس بالرغم ان الجزء الممتلئ يمثل ٩٠٪ من حجم الكأس ،، وهناك من يتفنن في الانتقاد سواء كان حضر اللقاء أو سمع به ،،، وهناك من لا يزال يقول مفروض ان يتم الاهتمام بكبار السن من المتقاعدين حتى لو كانوا بدرجات متوسطه أو أقل منها ،، وهناك من يقول لا فالاهتمام أكثر يجب ان يكون بمن كانوا في درجات عليا بصرف النظر عن الأكبر سناً ، وهناك من يقول الإهتمام يجب أن يكون ممن اتى من خارج جدة وهناك من يقول كان مفروض يكون الحفل بكلمات خطابيه من المدير العام والتنفيذيين الحاليين وكلمة للمتقاعدين وهناك من يبحث بمنظار عن اصغر الأشياء لتضخيمها.
انا حضرت وكتبت مشاعري في تغريدتي التاليه واكرر الشكر لادارة الخطوط السعوديه التي رأت أن المناسبه انسانيه فرائحيه دون رسميات فالجميع سواء والاجلاس مفتوح والجلسه والفعاليات متنوعه ومتعدده وهذه تغريدتي لمن اراد الاطلاع عليها :
https://x.com/alamri2922/status/1774717528482173410?s=46
الأخ العزيز الأستاذ حسن العمري المحترم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد
كل عام وانتم في أحسن حال..قرأت مقالكم الممتع عن حفل الافطار الذي إقامته حبيبتنا الخطوط السعودية لموظفيها المتقاعدين..
ورغم عدم حضوري لهذه المناسبة لكني كنت سعيدا وانا اقرا وصفك لها.. فهي بالفعل ليلة وفاء.. في شهر العطاء.. أمسية جميلة ازدانت بالفرح، والتحفت بالمحبة، وتدثرت بالوفاء..
دمتم بخير وعافية..وكل عام وانتم بالف خير وصحة وعافية يارب العالمين
السلام عليكم ورحمة الله.
انني اشارك اخي حسن العمري في التعبير عن مشاعره الصادقة تجاه مؤسستنا الرائدة الخطوط الجوية العربية السعودية التي جعلت الاستثمار في رأس المال البشري هدفا رئيسيا لها منذ تاسيسها وعلي مدي ثمانين عاما.
ومنذ تاسيس ” السعودية ” علي يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله لربط مناطق المملكة بشبكة نقل داخلية ودولية ، وخلال العقود الثماني الماضية استثمرت ” السعودية” بدعم من الدولة اعزها الله الكثير في تدريب وتاهيل اجيال من منسوبيها في كافة المجالات الفنية ، والتشغيلية ، والادارية ، وخلقت بئية عمل صحية ومحفزه وممكنة لمنسوبيها لتحقيق الانجازات والريادة في صناعة الطيران المتخصصة على الرغم من التحديات آلتي واجهتها.
ولم يقتصر اهتمام ” السعودية” بمنسوبيها علي راس العمل ، بل شمل ” المتقاعدين” الذين ساهموا بجزء من الانجازات والنجاحات من خلال توفير النقل المجاني او المخفض والرعاية الطبية لهم وأسراهم ، وايجاد ادارة مختصة ترعى شؤونهم على مدار الساعة مما يميز ” السعودية” عن غيرها من الشركات والمؤسسات.
أننا نحمد الله علي ما وصلت اليه مؤسستنا ” السعودية” ، وندعو الله لها بالتوفيق والنجاح في تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠
وما بعد في ظل توجيهات خادم الحرمين الشرفين و ولي عهده الامين.
سعودية .. سعودية ياحلى طيران ..
عبدالله سلمان الجهنى