المقالات

الحمد لله…بديت من الصفر

غصت البرامج الحوارية في شهر رمضان المبارك في جُل القنوات الفضائية بالمقابلات مع رواد ورجال أعمال نجحوا في مجالاتهم المختلفة، والحكاية ليست هنا… الحكاية تبدأ عند سؤال المقدم للضيف الديباجة المعروفة كيف كانت البداية؟
أرجع أكثر روَّاد الأعمال أنه بدأ من الصفر حتى صار مليونيرًا أو مليارديرًا، والتي قد تحث مع نسبة بسيطة من رواد الأعمال بتوفيق الله -عز وجل- والحظ وشيء من التوفيق. ولكن هل كلهم بدأوا من الصفر حقًا؟ أقصد هنا هل هو الصفر “حقنا” المتعارف عليه؟
في بعض الأسئلة يجيب رجل الأعمال “سهوًا” أن هناك دعمًا إما من الوالد أو الأخ الكبير أو من الأسرة، وهذا الدعم لم يكن يبدأ “بصفرنا” بل كان بجوار الستة أصفار رقم واحد في أقصى اليسار، وفرص استثمار حقيقية ناجحة ومدروسة، وخالصة النتائج ومضمونة الأرباح، ومعبد لها الطريق حتى بدون مطب واحد.
فهم يرسلون رسائل للشباب ممن هم في مقتبل العمر وبداية الطريق أن الموضوع سهل جدًا، فقط خُذ قرضًا من البنك واستثمر في المجال المراد، وسوف تكون يومًا ما ضيفًا في البرنامج مثلهم، ولم يدركوا أن هذه الرسالة قد تكون مصيبة لهذا المستثمر الناشئ الذي بالفعل لم يبدأ من الصفر بل حقيقةً بدأ من تحت الصفر.
لنفرض أن هذا المستثمر “المغرر به بمقولة بدأت من الصفر” خسر في المشروع الذي كان حلمًا له ووسيلة الانتقال من الحياة العادية إلى حياة الأثرياء، ضاربًا بمبدأ من مبادئ علوم الاقتصاد والمال: ألا تبدأ مشروعك بقرض عرض الحائط. فالنتيجة المحتومة هي الخسارة. فينقله بنصيحته ورسالته التي قد تكون بغير قصد، إلى حياة البؤس والدين والأقساط التي تلازمه طيلة خمس سنوات أو أكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى