عندما أفكر في أمي، وكثيرًا ما يكون ذلك يتبادر إلى ذهني العديد من الدروس والمُثل القيَّمة التي تعلمتها منها على مر السنين. واحدة من أهم الدروس التي تعلمتها هي مثل “فم جنة وفم نار”. هذا المثل يُشير إلى أن الكلمات التي ننطقها قد تحقق لنا الخير والسعادة أو قد تتسبب في الشر والأذى.
من خلال تجاربي الشخصية مع أمي أدركت أن قوة الكلمات لها تأثير كبير على حياتنا وعلاقاتنا. كانت أمي دائمًا تحثنا على أن نتحلى باللطف والتعاطف في التعامل مع الآخرين، وأن نتجنب إيذاء الناس بكلماتنا. كانت تُذكرنا بأن الكلمات ليست فقط أدوات للتواصل بل هي قوة تستطيع أن تشفع لصالحنا أو تعطلنا.
في العديد من المواقف، شاهدت أمي تُطبق هذا المبدأ على أرض الواقع. فهي تتحدث بلطف وودية مع الجميع وتبذل قصارى جهدها لتجنب إثارة النزاعات والخلافات. فعندما يكون هناك صراع أو خلاف بين أفراد الأسرة أو بينها وبين جيراننا، كانت تسعى دائمًا للتوسط وإيجاد حلول وسط. كانت ومازالت -حفظها الله- تعلمنا أن نتحدث بحكمة وإحسان، ونسعى للتواصل البناء مع الآخرين.
كما أنني لاحظت أن أمي تتجنب دائمًا استعمال الكلمات الجارحة أو الانتقاص من الآخرين؛ فهي تؤمن بأن الكلمات الطيبة والمشجعة قادرة على بناء الثقة وتعزيز العلاقات الإيجابية؛ ولذلك كانت تُشجعنا على استخدام الكلمات اللطيفة والإيجابية في التعبير عن أفكارنا ومشاعرنا.
من خلال تعاليم أمي وتطبيقها العملي، تعلمت أن الكلمات لها قوة لا يمكن تُجاهلها. فيمكن للكلمات أن تؤثر في حياة الأشخاص من حولنا وتصنع الفرق بين السعادة والحزن، الوئام والصراع. لذا، يجب أن نتحلى بالحذر الشديد في استخدامنا للكلمات، ونتأكد من أننا نستخدمها بحكمة وصدق ولطف.
في النهاية، أنا ممتن لأمي على تعليمها لي هذا المثل القيَّم. فقد علمتني بأن الكلمات لها تأثير كبير في حياتنا وعلى الآخرين، وأدركت أن اللطف والتعاطف في التعامل واستخدام الكلمات الطيبة والمشجعة يمكن أن يخلقوا جوًا إيجابيًا ويعززوا العلاقات القوية. لذا، سأسعى دائمًا لتطبيق هذا المبدأ في حياتي، وأن أكون حذرًا في استخدام الكلمات؛ لأنني أدرك أن “فم جنة وفم نار”..
#رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا
#الأم مدرسة تربوية ليس لها نظير
– أستاذ جامعي- جامعة المؤسس