سيظل يوم 26 رمضان عام 1438هـ الموافق 21 يونيو 2017م يومًا مجيدًا في ذاكرة الوطن والمواطن، فقد كانت المملكة في ذلك اليوم على موعد مع الزمن مع انطلاقة مرحلة جديدة في مسيرتها التطورية المباركة، عندما ظهر على منصة القيادة رجل مختلف في طموحاته ورؤيته، ومختلف في سعة أفقه وبُعد نظره، ومختلف في رسمه وتصوره لمستقبل هذا الوطن. لقد كانت المملكة العربية السعودية في ذلك اليوم على موعد مع فجر جديد عندما تولى ولاية العهد قائدًا يتمتع بفكر استراتيجي يرتكز على الإبداع والابتكار والتطوير، ويتطلع إلى مستقبل يليق بالمملكة مكانة وقداسة ومجدًا.
كان ذلك اليوم مميزًا وفارقًا في تاريخ الوطن، عندما أولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز كامل ثقته بسمو الأمير محمد بن سلمان؛ ليظهر فيه الإجماع بمبايعته وليًا للعهد، وليدشن بهذه الثقة مرحلة جديدة لمملكة تنطلق بقوة وإصرار نحو مستقبل واعد من خلال استراتيجية اقتصادية وسياسية وثقافية وعسكرية على المستويين الإقليمي والدولي، وتبني العديد من الإصلاحات التي اختصرت الزمن، وحققت العديد من الإنجازات الضخمة في فترة ضئيلة فيما يشبه المعجزة.
واستطاع سموه بمنهجه الجديد القائم على التغيير والإبداع، وصنع مستقبل الوطن على قاعدة عريضة من التخطيط الواعي والفكر المستنير والأفق الواسع كسب قلوب شباب الوطن الذين يشكلون أكثر من 70% من مجموع السكان، عندما نجح نجاحًا باهرًا في القفز بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، وعندما طرق أبوابًا لتعزيز مكانة المملكة في مجالات شتى على مستوى العالم لم تطرق من قبل، وعندما جعل من المملكة بلدًا يقوم بدور كبير ومهم في المشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة وفي العالم.
وتأتي ذكرى بيعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان السابعة في ظلّ عدد كبير من الإنجازات التي تحققت في عهده، وفي مقدمتها رؤية المملكة 2030 بما تتضمنه من مبادرات ومشروعات ضخمة على مختلف الأصعدة التعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والاقتصادية والرياضية والسياحية، بدأت المملكة تجني ثمارها على مستوى تعزيز قدرة الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، وهو الهدف الأول والأهم في الرؤية.
وكان رهان سموه الأكبر على نجاح “الرؤية” والسير قدمًا في ترجمة مضمونها إلى حيز التنفيذ على الشباب السعودي الذي أثبت جدارته وقدرته على مواجهة التحدي، وهو ما عبر عنه سمو ولي العهد بقوله: “أتطلع إلى المستقبل بتفاؤل.. مستقبل يصنعه شباب المملكة”.
ولا تقتصر إنجازات سموه على رؤية 2030 العبقرية، وإنما تضمنت الإنجازات العديد من المجالات الأخرى مثل: محاربة التطرّف، ودعم تسهيل التراخيص لكافّة الفعاليات، الأمر الذي أدّى لتنشيط المملكة إن كان سياحيًّا أم اقتصاديًّا، وحتّى اجتماعيًّا. ونالت المرأة العديد من الحقوق، لا سيما منحها حقّ القيادة، وإقامة المشاريع الخاصّة بها، والسفر، وإلغاء قانون الولاية والوصاية عليها، وإعطائها المجال في المناصب الحكوميّة، والعديد من الحقوق التي لم تعرفها المرأة السعوديّة من قبل. كما حققت المملكة تقدمًا ملموسًا على صعيد الحفاظ على البيئة، والتقليل من الانبعاث الكربوني من خلال مبادرة السعودية الخضراء ومعالجة التغير المناخي.
صعود نجم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لم يقتصر على المملكة فقط، باعتباره ولي العهد المحبوب من شعبه، وإنما شمل ذلك العالم كله من خلال حصول سموه على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية، من أبرزها جائزة شخصيّة العام القيادية لدعم روّاد الأعمال، التي حصل عليها من قبل مجلة فوربس الشرق الأوسط، وذلك عام 2013 م.
واختيار سموه ضمن قائمة القادة الأكثر تأثيرًا في العالم، من قِبَل مجلّة فورين بوليسي الأمريكيّة، عام 2015 م.
واختياره رائد التغيير العالمي من قِبَل مجلّة فوربس الأمريكيّة، عام 2017 م.
كما اختير سموه ضمن الشخصيّات الثلاثة الأكثر تأثيرًا، من قِبَل مجلّة بلومبيرغ الأمريكيّة، عام 2017م، واختير شخصية العام من قِبَل مجلة تايم الأمريكيّة، عام 2017م.
واختير سموه أيضًا ضمن قائمة أقوى 75 شخصيّة، فحصل على المرتبة الثّامنة على مستوى العالم. وأيضًا المرتبة الأولى على المستوى العربي، وذلك من قِبَل مجلة فوربس الأمريكيّة عام 2018 م.
إنّ ذكرى بيعة سمو ولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، تعدّ ذكرى عزيزة على قلب كلّ مواطن سعودي ينتمي إلى تراب هذا الوطن الغالي؛ خاصة في ظل الإنجازات والإصلاحات التي تتحقق في عهده والتي لا تتوقف عند حد، بل تظل مستمرة في تطور ونمو بما جعل من المملكة وجهة سياسية واقتصادية وثقافية وسياحية ورياضية تحتل مكانة متميزة على الخارطة الدولية.
إننا بهذه الذكرى العزيزة نبتهل إلى المولى -عز وجل- أن يُديم على الوطن عزه ومجده، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء في ظل قيادتنا الرشيدة التي تبذل جل جهدها لخدمة شعبها.
0