لكل ذكرى قصة يكتبها القلب، ويبوح بها الفؤاد، ويعيشها من تلمّس عمقها الثابت، وأثرها الممتد، وأرى أن السعودية بجميع أطيافها هم أول من يعيش بتلك الذكرى، ويتنفس تفاصيلها، ويستنشق عبيرها في كل مجريات الأحداث، بل وأكبر من هذا، ستجد من يعيش تلك الذكرى بما رسمته في وجه العالم، وصفحة التاريخ حتى من خارج هذا الوطن.
اليوم لم يعد كالأمس، وغداً يسابق الزمن لكي لا يكون كاليوم، فنحن في صراع مع الزمن، وصراع مع اليوم والأمس والغد، وكأن الأحلام أكبر من تلك التوقيتات، فهي رواية لم ينسج منها إلا بعضها ولم يسطر فيها إلا شيء من أحرفها وقليل من أحداثها.
ذكرى مبايعة ولي العهد والتاريخ الصعب في رحلة التحول لهذا الوطن، وما شكّله هذا التوقيت، وما سيشكله مستقبلاً مما أخذه تحت معطفه من تضحيات الجد، وحزم الأب، ورؤية الشاب الطموح.
ذكرى البيعة لولي العهد تاريخ تستذكر معه السباق وما أحدثه، والنجاح وأثره، وتوقيت يجعل رؤية السعودية 2030 تدور في العقل والروح، لتفرز في دواخلنا شعور الفخر بما صنعته، وما قدمته، وما عززته في قلب السعودية النابض من شبابها وشاباتها.
ذكرى البيعة هي أحد التواريخ الملهمة لأنها تربطنا بكل طريق بملهم الرؤية ومهندس الاقتصاد الجديد وفارس التحول لهذا الوطن على جميع الأصعدة، وكأن المملكة العربية السعودية قد أخذت شكلاً جديداَ وتوشحت لباساَ أخر يعطيها وضعها الطبيعي الذي تستحقه إقليمياً وعالمياً.
اعتدنا في كل ذكرى للبيعة أن نتحدث عن المنجزات ونتدارس النجاحات لأنها انبعثت من ذلك التوقيت، ولكن مع تزايد السنوات زادت النجاحات حتى لم يعد لقصاصتي هذه أن تنشر كل ذلك الناتج، ولا أن تحدد وصفه، أو تثري بيانه، ويكفينا أن نرى أنفسنا وما قدمناه للإنسانية، ويكفي أن ترى النهضة وما صنعته في تركيبة البناء العام، ويكفي أن ترى بُعْدَ المملكة الإقليمي والعالمي، وما وصلت له ،ويكفى أن ترى حجم التنافسية التي اختطتها المملكة في سبيلها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، وربما تجد جواب واحد بلغات متعددة وأظنها جليّة في كلمة سمو سيدي ولي العهد.
“المملكة أعظم قصة نجاح في القرن الـ 21” ولن نجد جملة تفسر لنا مستقبلنا كتلك الكلمات.
ختاماً.. الحمدلله أن سخر لهذا الوطن قيادة أمينة وشعب طموح وإرادة لا تقبل الانكسار.