ألفتك يا شهرَ الصيامِ تعبُّدًا
كما ألف الوحيَ العظيمَ محمدُ
تغير طبعي منك حتى ظننتُني
خُلقتُ بصحبٍ آمنوا وتعبّدوا
وأسمعُ صوتَ الحقِّ رنّ بمسمعي
صليلَ سيوفِ القوم يوم تجندوا
ونادوا بحي على الجهاد بغدوةٍ
ومن كلِّ كِبْرٍ في النفوس تجردوا
وقاموا لبدرٍ والخيولُ صوافنٌ
وصوتُ عدو الله يرغي ويُزبدُ
وفي ظلِّ أفياء العريش محمدٌ
ينادي بحي على الجهاد ويُرشِدُ
وجاءت حشودٌ من قريشٍ كأنّها
وحوشٌ وفيها الكُفرُ بالشرِّ يُرعدُ
وفارقَ ظهرَ ابنِ الذبيحِ رداؤهُ
يناجي ويدعو الله ذا النصر أحمدُ
أيا ربِّ هذا الكفرُ مدّ جناحَهُ
ومِخلبُهُ قد طال واليومُ جرهدُ
فإنْ يُهزمُ الحزبُ الذي أنت ربّهُ
فمَن ذا بوجهِ الكُفرِ بالسيف يصمدُ
هناك أجاب اللهُ نجوى نبيهِ
وقامَ لسانُ الحق بالنصر يُنشدُ
وطاحت عروشُ الكُفر في بئر ظلمها
ووجهُ الردى في غيهب الجُبِّ أسودُ
ونادى بأصحاب القليب محمدٌ
لقد فاضت الأرواحُ والجسمُ ثهمدُ
وأشرقت الدنيا بأنوار ربها
ورتّل بالآيات … صوتٌ يردِّدُ
لقد نصر اللهُ النبيَّ وصحبَهُ
ببدرٍ ، …..ووجهُ الحقِّ زاهٍ مورَّدُ
ففقتُ على صوت الإمام مكبِّرًا
بجمعٍ أنابوا للصوابِ ووحّدوا