المقالات

العيد منحة ربانية

العيد شعيرة مقدسة وهبة ربانية تقوم على استشعار الفرح وإظهار معالم السرور وتعميم هذا الشعور في قلوب الصغير والكبير لتكون شعيرة عامة وتوجه يحكم جميع المسلمين كما أنه فرحة مسببة بما وهب الله وأنعم وأتم
هو فرصة لـ نجدد فيه أرواحنا وطاقاتنا ونتفاعل معه كـ جائزة بعد ما صمنا عنه في موسم الطاعة
لكن!
هل أعيادنا مختطفة؟
من سرق منا بهجة الأعياد وجعل المسلمين أكثر حماسة وتفاعل مع أعياد ليست من أجلهم ولا من عقيدتهم وقلل من هيبة أعيادنا الحقيقية التي تمثل ديننا وإرثنا وثقافتنا فكأنها مختطفة حيناً وثقيلة حيناً آخر فـ البعض ينتظر الفجر بإنهاك لإقامة صلاة العيد واستقبال مثقل ثم غيبوبة جماعية كما يقال في كل عام.
الطرقات مظلمة – الفعاليات منعدمة وكل شيء يقام تأدية لواجب من المجاملات فقط حتى نرى فقدان العيد لقيمته وضعف الرابطة التي كنا نلمحها قديما فيمن سبقنا من أجيال.
أرى ومن الضروري تغيير النمطية تجاه ذلك اليوم ليس من أجل شيء بل من أجل أن نتشبع حبا لذواتنا وعقيدتنا في مثل هذه المناسبات، من اجل ذاكرتنا وتفاعلها مع الأحداث، ولعل الجيل الجديد المصاب بالهشاشة الدينية وضعف الرابطة هم أكثر احتياجاً لمثل ذلك الاهتمام وهنا يأتي دورنا كأفراد ومجتمعات لإيصال فكرة معنى ” العيد” بالوجه المطلوب، والوجه الذي يتناسق مع ثقافتنا وعاداتنا وبما لا يتعارض مع عصريتنا وحداثتنا.

أما العيد بمفهومي الخاص غير أنه شعيرة ومحل شكر وحمد لصاحب الإنعام، بل يتعداه إلى روحانيته فهو عنوان لكل ما هو جميل مشرق متجدد.

انجازنا عيد، ولادتنا عيد، سلامتنا وأمننا عيد، نجاحنا عيد، سعوديتنا عيد، لا زلنا أحياء عيد، التواريخ ذات الصلة بقيمة معنوية خاصة لذواتنا أيضا هي أعياد، وهذا ما يجب أن يرسخ في أذهان الجميع وخاصة الجيل الناشئ.

‏ أنا على معرفة تامة بأن هناك نسبة كبيرة من الشباب والبنات السعوديين يعانون من فترة اكتئاب لحظية خلال يوم العيد خاصة من بعد المغرب، ومحتوى مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام وكل السنوات يثبت هذه الحقيقة، والأسباب تعود ‏ بالدرجة الأولى الى قلة النوم والسهر المبالغ فيه في ليالي رمضان وعدم التوازن في النظام الغذائي الصحي والتعاطي مع المناسبة بشكل هزلي، عدا الأسباب النفسية وارتباط الذاكرة بماضي أو بيئة لا تشبه العيد، فيكثر الملل والتعب الإرهاق، وربما الخوف من مواجهة الناس والتعرض للنقد بعد فترات انقطاع ‏سبب آخر قد يجعل الآخرين متلبسين ثياب التوتر والرهاب الاجتماعي.
تغيير كل العادات الخاطئة قد يجعل من العيد ذكرى جميلة لا يمكن أن تنسى وستبقى عالقة في الذاكرة مرتبطة بالسعادة على مرور الأعوام
‏‏ تأمل فرحة الأطفال وعيش روحانية العيد بكامل تفاصيلها حينها ستعرف أن العيد لا يحتمل إلا الفرحة والبهجة ومشاركة الحب والعطاء.

أخيراً.. لا ترتدي لبس العيد الجديد قبل أن تلبس روحك الأمل وتجددها بالسلام والفرح.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى