المقالات

مبادرة تسريع برامج بكالوريوس التمريض

فور صدور اعتماد مجلس شؤون الجامعات لمبادرة التسريع لبرامج بكالوريوس التمريض للعام الأكاديمي ١٤٤٦، تلقيتُ عددًا من الاتصالات والرسائل للاستفسار والسؤال عن المبادرة، وتابعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعضًا من الآراء والتعليقات حولها، ويبدو أن هناك مفاهيم مختلفة حولها بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ومستفسر من كوادر التمريض أو الطلبة أو حتى من المهتمين في المجال لحرصهم على مهنة التمريض، ومن بعض الأسئلة التي وردتني جلها يتمحور حول هل المبادرة تضعف مخرجات التعلم لخريجي التمريض؟! وهل المبادرة تتطلب خفض خطط بكالوريوس التمريض إلى سنتين وأقل؟! وهل المبادرة إلزامية على كليات التمريض بالمملكة؟!

ولكي نفهم المبادرة وأبعادها بداية يتطلب التعرف على مفهوم التسريع، ويقصد به الآليات المتاحة بالبرامج، والتي تسهم في تخريج مبكر للطلبة في الدراسة الجامعية وفقًا لقدراتهم الذهنية والتحصيلية، وقد تختلف الآليات المطبقة من برنامج لآخر.

لذلك في اعتقادي تعد مبادرة التسريع لبرامج التمريض هامة واستراتيجية لدعم كليات التمريض بالجامعات؛ لخلق فرص وآليات لزيادة تخريج الكوادر الوطنية التمريضية ذوي الكفاءة بعونه تعالى. ولزيادة الجاذبية للمهنة من خلال خلق بيئة تعليمية محفزة وداعمة بالإضافة أن المبادرة ستُتيح الفرصة لطلبة التمريض وتشجيعهم لاستغلال سنواتهم الدراسية في المنفعة الدراسية، وانخراطهم المبكر في سوق العمل.

لقد شملت المبادرة على عدد سبع من الآليات المعتمدة، والتي يمكن لكليات التمريض الاستفادة منها مثل: التعليم عن بُعد والمدمج لبعض المقررات والتدريب المكثف خلال سنة الامتياز واحتساب التدريب الصيفي بفترة الامتياز وتطبيق الدراسة بنظام الساعات، والتدريب المنتهي بالتوظيف. وأشارت المبادرة على إتاحة الفرصة للجامعات لاعتماد ما يرونه مناسبًا حسب الإمكانات والقدرات لديهم، وشددت على أهمية الحفاط على جودة مخرجات التعلم، وعدم الإخلال بالبرامج ونواتج التعلم والكفاءات المطلوبة.

حسب الآليات الموضحة في المبادرة يمكن لكليات التمريض تبني الآليات المدرجة في المبادرة وبدون الحاجة لتغير خططها الحالية، وتتواءم مع الاعتمادات الدولية للبرامج؛ حيث إنها لن تخل بنواتج التعلم، كما أنه يجب الإشارة أنه قد يصعب على بعض الكليات تبني لبعض الآليات المدرجة في المبادرة على سبيل المثال الكليات التي يكون عدد ساعات برامجها في الفصل الدراسي عاليًا ٢٠ ساعة فأكثر؛ وبذلك قد يصعب على الطالب تسجيل مواد أكثر وإن حصل قد تعوقه اللوائح في عمادات القبول والتسجيل؛ لتجاوز الحد الأقصى لتسجيل المقررات أو قد تؤثر على تحصيله الأكاديمي، ويكون متعثرًا عوضًا عن سعيه لتسريع التخريج. وهنا قد تكون لفتة لهذه الكليات خلال تطوير برامجها بالأخذ في الحسبان عدد ساعات البرنامج الإجمالية والتفصيلية في الفصول الدراسية لكل مرحلة دراسية.

أما ما يخص إمكانية التخرج من بكالوريوس التمريض خلال سنتين أو أقل؟! هنا يجب الاستدلال بدليل التصنيف السعودي الموحد للمستويات التعليمية، والذي ينص على الحصول على درجة البكالوريوس في التخصص يستوجب دراسة ما لا يقل عن ٣-٤ سنوات دراسية وبما لا يقل عن ١٢٠ ساعة (وحدة) معتمدة كحد أدنى؛ ولذلك حتى مع آليات التسريع لبرامج بكالوريوس التمريض؛ فيكون على الكليات الاتساق مع متطلبات منح الدرجة العلمية حسب المستويات التعليمية المدرجة في التصنيف السعودي الحالية ومعايير هيئات الاعتماد في حال كانت برامجها معتمدة ما لم يجد جديد عليها.

ويجدر بالذكر أن بعض الجامعات العالمية وبالمملكة تقدم آليات للتسريع للمتفوقين والموهوبين تمكنهم من معادلة/ إعفاء كل أو بعض مقررات السنة التحضيرية من خلال وضع معايير مدروسة لذلك مثل برنامج واعد بجامعة الملك عبد العزيز وغيرها من البرامج في جامعات مملكتنا الحبيبة، وتعد هذه الآليات من الممارسات المميزة التي تعزز من مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.

نصل إلى الشكر الجزيل لمجلس شؤون الجامعات على اعتماد المبادرة، وبلا شك ستعكف الجامعات وكليات التمريض لدراستها في مجالسهم ولجانهم المختصة لتبني ما يمكن تطبيقه بما يعود بالنفع لأبناء الوطن بعون الله تعالى، ونسأل الله التوفيق والسداد للجميع.

– جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. مبادرة التسريع جميلة وتناسب كثير من الطلاب الذين مروا بتجربة التسريع مسبقا، و لمن هم بحاجة لسرعة الحصول على الوظيفة بعد التخرج بمؤهل جامعي من جامعة معتمدة.
    واكيد أن المبادرة مدروسة من ذوي الإختصاص لما سيكون لها مردود بالنفع لسوق العمل والاجيال القادمة.
    ولابد من مواكبة التطور واحتايجات المجتمع بمملكتنا الحبيبة.

    نسأل الله التوفيق للجميع
    موفقة دكتور أحلام

  2. جزاكى الله كل خير على الشرح الوافى
    الله يعوده بالنفع على كل الطلبه والطالبات يارب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى