المقالات

البشري …شيخ الساخرين

عبد العزيز البشري هو قاضٍ شرعي وكاتب مصري ساخر، ولد بالقاهرة عام 1886م وتوفي سنة 1943م، كان يُطلق عليه “جاحظ العصر الحديث”، درس في الأزهر، وعمل بعد تخرجه في عدة مناصب، كان آخرها في مجمع اللغة العربية بالقاهرة مراقبًا إداريًا.
جمع ما كتبه من مقالات في كتب، منها كتابه بعنوان “قطوف”، وفيه يصور ألوان التفكير المصري وبيئاته، وكتاب بعنوان “المختار” الذي جمع فيه مقالاته التي كتبها في الأدب والوصف والتراجم. تحدث “البشري” في كتاباته عن الزعماء السياسيين وأبطال الاقتصاد والقانون والإدارة والبيان والفن، كما تحدث عن شتى طوائف الشعب من المقرئين والشحاذين وماسحي الأحذية والنادبين في المآتم والصائحين في الأفراح وغيرها من المواضيع.
أطلق عليه لقب “شيخ الساخرين” لاختلاط جده بهزله، فقد كان يميل إلى الدعابة والفكاهة وما يُسمى في الأدب العربي بالجواب المسكوت، كان يملك ذكاءً لماحًا مع سخرية لاذعة.
والمواقف الطريفة التي تروى عن الشيخ البشري، تنسج لوحة من الفكاهة الذي سبق بها عصره، هنا أستشهد ببعض مواقفه الطريفة، وما فيها من أسلوب الجواب المسكوت:
من هذه المواقف؛ كان الشيخ مدعوًا مع نفر من أصدقائه لتناول طعام العشاء عند أحدهم، ولما نهض ليغسل يديه وجد عباءته وقد رسم عليها، وجه حمار، فصاح الشيخ البشري قائلًا: “من مسح وجهه في عباءتي”.
ومن مواقفه الطريفة، يُقال إنه عندما كان يشغل منصب القاضي الشرعي، اجتمع في مجلس مع الفريق “إبراهيم فتحي باشا”، الذي كان وزيرًا للحربية وقتها، فأراد الأخير أن يمزح مع الشيخ القاضي فقال له: هل في الحديث الشريف “قاض في الجنة وقاضيان في النار”، فأجابه البشري في خفة متناهية: نعم وفي القرآن الكريم :”فريق في الجنة وفريق في السعير”.
ويُقال إنه كان ذات يوم يركب الترام، وكان بجانبه في المقعد فلاح، نظر الفلاح إلى الشيخ وأخرج من جيبه خطابًا ناوله له ليقرأه، عسر على الشيخ قراءته نظرًا لرداءة الخط، فقال الشيخ للفلاح: والله يا أخينا عجزت عن قراءته، فاندهش الفلاح وقال له: أمال العمة الكبيرة دي كلها على إيه؟، فقام الشيخ وخلع عمته ووضعها فوق رأس الفلاح وقال له: اتفضل اقرأ أنت بقى.
وللبشري الكثير من المواقف الطريفة مع صديقه شاعر النيل حافظ إبراهيم، من هذه المواقف، أنه كان مع صديقه شاعر النيل حافظ إبراهيم في زيارة لحديقة الحيوانات بالجيزة، فقال حافظ إبراهيم للبشري وهما يغادران الحديقة: حاسب عند بوابة الخروج؛ فقد يمنعك الحارس من الخروج-للدلالة على أنه من الحيوانات- فرد عليه البشري على الفور قائلًا: أظن أنك في مأمن لأن هناك من أمثالك الكثير.
وأختم بالتالي: يقال إنه في إحدى المرات قابل البشري أحد أصدقائه في الطريق ولما دنا منه صديقه قال للبشري: تصور أني كنت من بعيد أحسبك وحدة ست، فأجابه البشري على الفور: وأنا صدقني كنت من بعيد أحسبك راجل!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى